حان وقت القطاف سورية تنتصر وأميركا ترحل..!.. بقلم: محمد صادق الحسيني

حان وقت القطاف سورية تنتصر وأميركا ترحل..!.. بقلم: محمد صادق الحسيني

تحليل وآراء

الجمعة، ٢١ ديسمبر ٢٠١٨

هي السنن الكونية التي تشي بأنّ عدونا وعدو الإنسانية صار يستعجل حفر قبره بيده حتى وهو يحاول فكّ طوق النجاة من حول رقبته…!
ليس هناك أدنى شك بأنّ قرار ترامب بتنفيذ الانسحاب من سورية إنما هو بلورة صارخة لهزيمته الاستراتيجية أمام محور المقاومة وصديقها الروسي…!
ولا مجال للمرجفين في المدينة من ايّ جنس كانوا ان يحاولوا إفراغ هذا النصر من مضمونه من خلال ربطه بمستجدات القضايا الإقليمية أو الدولية…!
اليانكي الأميركي باعتباره الراعي الأول والأكبر للحرب العالمية على سورية خسر الحرب في الميدان السوري وهو ينفذ شروط الهزيمة الآن بعد تأخر نحو تسعة أشهر بسبب أوضاع وعرقلات داخلية أميركية…!
لماذا يعلن ذلك الآن فجأة ومن دون سابق إعلان، لأنه يريد أن يوظف هذه الورقة في الداخل الأميركي ليقول لناخبيه أولاً بأنه ها هو ينفذ شعاراته الانتخابية الواحدة بعد الآخر والمتجمّعة والمكثفة بشعار «أميركا أولاً».
ويريد ان يواجه منافسيه السياسيين ومناكفيه الحزبيين وللدولة العميقة بشكل أخصّ بأنه لا يزال الرقم الأول في أميركا رغم خسارة البلاد الاستراتيجية في الميدان السوري ورغم قضيتي خاشقچي واليمن اللتين كادتا ان تتحوّلا الى القشة التي تقصم ظهره في الموازين الداخلية.
نعم سيوظف ذلك في ترميم العلاقة مع حارس مرمى الناتو أردوغان، والأخير سيستفيد منها أقصى الاستفادة في الانقضاض على الحلم الكردي في الفيدرالية الطوباوية في سورية…!
لكن الخطوة بحدّ ذاتها تحمل أبعاداً استراتيجية مهمة لا يمكن لأحد ان ينكرها ستظهر تداعياتها على الشكل التالي:
1 ـ سقوط آخر مخططات إضعاف او استنزاف الدولة الوطنية السورية أو تجزئتها…!
2 ـ تثبيت وتعزيز النصر الإيراني كطرف أساسي في محور المقاومة في وجه الكيان الصهيوني من خلال إخراج موضوع التواجد الإيراني في سورية من دائرة المناوشات الإقليمية والدولية مما سيكرّسها دولة مواجهة عربية ـ «إسرائيلية»…!
3 ـ تثبيت وتعزيز اللاعب الروسي كطرف دولي هو الأقوى إنْ لم يكن الوحيد دولياً المؤهّل لفرض شروط الهزيمة على اللاعبين الدوليين والإقليميين من جبهة أعداء سورية…!
بهذه الخطوة التي حاول عتاة الحرب الأميركيين الهروب منها شهوراً وظلّ نتن ياهو يترقبها مذعوراً وسعى لتجنّبها ابن سلمان وغيره كثيراً، تكون لحظة الهزيمة المرة قد أزفت وحان قطافها نصراً مؤزّراً لمحور المقاومة وتقهقراً مؤكداً لكلّ من سعى للخراب والدمار ولعب القمار بأرواح البشر في سورية وجوارها، انها نقطة التحوّل النوعية التي تشي بتشكل معادلات جديدة ترسم جغرافيا النصر المبين على الاستكبار العالمي وأذنابه المحليين والإقليميين…!
سجلوا علينا انها خطوة متقدّمة
على الطريق نحو تحرير فلسطين.