نريد حلولاً..!.. بقلم: هني الحمدان

نريد حلولاً..!.. بقلم: هني الحمدان

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٥ فبراير ٢٠١٩

«شاطرين» ومهرة في سرد الحجج والمسوّغات النظرية، وفي أي مجال.. فثمة معنيون ومديرون يبرعون في تقديم صور جميلة عن سير أعمال اداراتهم ومؤسساتهم، والسامع يطرب حقاً لسماعه عن رؤى براقة، وخطط تجعلنا نحس أننا في عالم آخر، لكن سرعان ما نفاجأ بأن كل ما يتفوهون به في المناسبات والاجتماعات الرسمية ماهو إلا كلام سردي ومكرر..!
مديرون لا يتوقفون عن الكلام.. عن أهدافهم وطموحاتهم التي تعانق عنان السماء للرقي بالمؤسسات والإدارات، ولاسيما الإنتاجية والاقتصادية منها، ولكن عندما تسألهم: هل لديكم خريطة طريق تسيرون عليها لتحقيق هذه الأهداف الرائعة؟
الجواب لا يحتاج كثيراً من التعب والجهد، فالمسوغ جاهز.. صعوبات ثقيلة، واعتمادات مالية قليلة، لا تفي بكل الأهداف المرسومة، وإذا توسعت في التساؤل لتصل إلى مؤشرات الربح والخسارة والبيع، تقرأ نسبة التنفيذ مئتين في المئة، ولا أحد يعرف أو يستطع أن يفك طلاسم هذه النسبة..؟!
الاجتماعات لا تتوقف، مستمرة وبتواتر كبير، ومعها لجان ولجان، وكلها تدعو للعمل والإنتاج النوعي، والآمال معلقة وعريضة، والأموال تصرف هنا وهناك، حيال تحقيق جملة من الأهداف والمرامي المرسومة من عقلية هذا المدير أو ذاك، والانتظار سيد الموقف، وتأتي النتيجة بلا نتيجة، جعجعة بلا طحين، المشكلات التي حدثونا عنها منذ سنوات ورؤاهم الجميلة إزاء حلها، هي ذاتها متكررة، ولاتزال صخرة ثقيلة جاثمة أمام الانطلاقة السليمة لعمل وإنتاج هذه الشركة أو تلك المؤسسة..!
التجارب الشخصية قد تكون ناجحة، وتحديد الهدف والمسار والوجهة طرق سريعة للوصول إلى الأهداف، لاشك في أنها نقطة بداية ونهاية وفيها محطات توقف للتقييم وتجاوز أماكن التعثر إن كانت، وكله ضمن تواقيت زمنية مؤطرة، وإدارة شفافة همّها الأول والأخير إنجاز العمل السليم وبمستويات من الجودة المطلوبة..!
الطموحات كبيرة ومتنوعة، والكوادر متميزة وكثيرة، والأفكار والمبادرات مشجعة، وفوق كل ذلك استراتيجيات خصبة، فأين التعثّر..؟! وعند التفتيش عن الأسباب قد تجد أن الأغلبية في تيه يريدون الخروج منه منذ سنوات ولا من سبيل أو منقذ، وتتكرر مأساة الخسارة، ما ساهم في ضيقٍ لفَّ حياة الفرد وجعل المؤسسة غير ملبية أو محققة لأهداف وجودها..!