الديكتاتورية الجديدة في الإعلام الرياضي ..!!.. بقلم: صالح الراشد

الديكتاتورية الجديدة في الإعلام الرياضي ..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٩ يونيو ٢٠١٩

نقف مشدوهين من هول ما يحصل في الإعلام الرياضي العربي, بسبب الرغبة الجارفة عند البعض في السيطرة المطلقة على الإعلام, وتحويله الى تابع ذليل ينفذ ما يُطلب منه دون تردد, وهذا المرض يُطلق عليه " الدكتاتورية" دون أن يأبه هؤلاء بأن آخر قلاع الدكتاتورية سقطت بل ان الدكتاتور نفسه قد قُتل, ليتسائل من يشترون الحبر بالأطنان, من اين جاء هذا الحمق وهذه الرغبات الشاذة في إلغاء الآخر وتحويل المنصب التشريفي الى صراف آلي يدر المال في اي وقت.
ان الساعين الى زراعة الدكتاتورية ما هم الا تجار يسعون للسيطرة المطلقة على منابع المال, ولتحقيق هذا الهدف يسعون الى تجفيف منابع الجرئة في الصحافة , وتحويلها الى حمل وديع لا يقدر على فعل شيء إلا الإشارة براسه بأنه موافق وراض تمام الرضى حيث يحصل الى الشعير في وقته والماء حسب الطلب, وعندها لن يصدر من الخراف أي صوت يزعج صاحب الصولجان.
الإعلام يقف على منحنى خطير ويستغل بعض العابثين هذه النقطة لتحقيق رغبات خاصة من دول لا تجد صعوبة في الحصول أو إنفاق المال, كونه يهبط من السماء عبر الفضائيات ويخرج من الأرض مع الغاز والنفط, فالمال وفير وضمير الإعلاميين متوفر بشكل اكبر والسعر حسب الموقف المطلوب, وحجم الإنفاق على قدر المهمة, فممنوع السير بدون وقود لضمان الولاء والموقف.
الدكتاتوريون الجدد يسعون الى بناء أجسام جديدة غريبة الأطوار تساهم في فصل الراس عن الجسد, معتقدين انهم سيصبحون الرؤساء الى الابد ويمنحون الممول الموقف الذي يريد غير آبهين بخطورة ما يفعلون, لان ما يخرج من جيوب الآخرين يجب أن يعود بطريقة أو بأخرى, وهذا ما نشاهده من مواقف غبية وغريبة في الإعلام الرياضي العربي حيث اضاع البعض بوصلة الفكر والرشد وتاهوا في صحاري الجهل فاصبحوا خطراً على دولهم.
إن بناء جسد سليم جديد, يحتاج الى دراسة ومجموعة من البرامج الداعمة واستراتيجيات تساهم في الإرتقاء بالوطن, فيما تكون العلاقة مع الجميع على قدم المساواة بقبول الآخر دون حسابات خاصة, وعلى الاستراتيجيات أن تكون واضحة المعالم وتساهم في رفد الجسد الجميل بالمال الكافي للإستمرار بدلاً من البحث عنه في جيوب الآخرين, والكارثة عندما يقوم الساعين للخراب والدمار لأجل إعمار مواقعهم بالتنظير على الشرفاء أهل الرشد والصلاح وإتهامهم بالفساد حيث ينظرون الى أنفسهم ويحكمون على الآخرين.
الإعلام الرياضي العربي لن يسقط مهما بذل البعض من جهود, كون الأمة العربية اصابها الدوار من كثرة الإنقاسامات وتبحث عن جسد تلتئم فيه, لذا فعلي طيور الظلام التوقف كون الشمس قاربت على الشروق وعندها سيغادرون بإنتظار فرصة الليل الذي لن يأتي لممارسة شرورهم.