السيد المسؤول مهلاً!!.. بقلم: سناء يعقوب

السيد المسؤول مهلاً!!.. بقلم: سناء يعقوب

تحليل وآراء

الأحد، ٧ يوليو ٢٠١٩

في كثير من الأحيان تشكل تصريحات بعض المسؤولين صدمة للناس, لأنهم ببساطة يتحدثون خارج السياق وبشكل مغاير للحقيقة والواقع المعيش, وكأنهم في واد… وما يحدث في الشارع في واد ثان!
من يراقب التصريحات يجد أنها عبارة عن جمل إنشائية, نتيجتها أن المواطن الذي ينتظر خبراً ينتشله من واقعه المرير, يعود إلى الدوامة ذاتها ولكن مع كلام أكثر غموضاً, حتى ليظن وبعض الظن إثم, أن الأمور على خير ما يرام وأنه عبارة عن شخص «نقاق»!!
هي اجتماعات وقرارات وعبارات منمقة لا تقدم ولا تؤخر, وربما هي بمنزلة لعب وتمرير للوقت, حتى وصلنا إلى توصيف أقل ما يقال عنه إنه انفصال المسؤول عن الواقع, بينما المواطن المثقل بفقره وهمومه يراقب ما يجري وهو العاجز أمام حاجات معيشية لا ترحم وراتب شهري لا يكفي عدة أيام, ووعود بتحسين معاشه ومعيشته يسمعها منذ سنوات طويلة!
بعد كل هذا نسأل: هل حقيقة وُجد المسؤول لخدمة الناس وتحسين أوضاعهم المعيشية أم لبيعهم الكلام والأوهام؟ هل سمعوا بالثقة المفقودة بينهم وبين الناس, وهل اطلعوا على المعطيات التي تشير إلى فقر وعوز غير مسبوق؟ والأهم هل يدركون حقيقة مشاعر أصحاب الدخل المحدود أم إنهم صدّقوا أن الأمور بخير, ويكفيهم رفع شعارات محاربة الفساد التي لم تغير من الواقع الفاسد شيئاً؟.
ما يحدث اليوم انفصال بين المواطن وحكومته, فالأزمات تتراكم والحلول غائبة والجوع يتزايد, وكل ما سمعناه بأن ليس هناك نية لتحسين الأجور والمعاشات, وإنما تحسين الخدمات المتعلقة بالمواطن!! وعن أي خدمات يتحدثون والملفات إن تم ذكرها لا تكفيها مجلدات, وقد تبدأ بغليان الأسواق وارتفاع الأسعار والبطالة التي انتشرت بشكل مخيف بين الشباب, إضافة لمن يبحث عن فرصة عمل ثانية وثالثة, وصولاً إلى فساد لا يستطيع معه أي شخص التحرك إذا لم يدفع المعلوم!.
ما نحتاجه وببساطة العدالة والإصلاح وتنفيذ القوانين بعيداً عن المزاجية والمحاباة, ما نحتاجه الكثير من الحلول الشجاعة والمعالجة الحقيقية, وإلا سنقول لكل مسؤول: مهلاً.. فقد أضعتم المواطن ومعه ضاعت البوصلة!