مفرقعات العيد.. بقلم: معذى هناوي

مفرقعات العيد.. بقلم: معذى هناوي

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٤ أغسطس ٢٠١٩

على مقولة «كل ممنوع مرغوب»، تسير إيقاعات العيد على صعيد الاحتفالات ببهجته مصحوبة بكل ما هو عكس السير للتعاميم والإجراءات والاستعدادات التي أطلقها بعض المعنيين.
فمع تصاعد حملة مكافحة التهريب وإجراءاتها التي تسابق المهربين وتقضّ مضاجعهم في عقر مستودعاتهم ومخازنهم يتصاعد استخدام المفرقعات والألعاب النارية، لتغدو ساحات العيد معارك حرب حقيقية يشعلها الأطفال بصواريخهم (أرض جو) التي تحمل أسماء ما أنزل بها المهربون من سلطان، بدءاً بالزلزال والخارق الحارق والقنابل التي ترقص رقصة الشيطان وما ينجم عنها من حرق وهلع تحرق جيوب الأهالي بأسعارها النارية، ولتطغى بحضورها على كل المنغصات الأخرى لبهجة العيد أمام ارتفاع الأسعار مقابل ضعف القدرة الشرائية للناس، التي لم تنفع معها كل الحيل والتدويرات والتأجيلات لمشاريع الأكلات وكل ما هو جديد لزوم اكتمال فرحة العيد.
مع كل الإجراءات والتعاميم وأساليب المكافحة المختلفة كقبة حديدية واقية ودفاعية استطاع الأطفال بأسلحتهم من المسدسات والكلاشينكوف القاذفة للخرز ووسائل حربهم الهجومية اختراق القبب والتعاميم الورقية، وحرقها بما يسّره لهم المهربون من أسلحة ومفرقعات وأحدثها تصنيعاً أن يضربوا بها عرض وطول وسائل الحماية بعد أن انقسم الأطفال إلى مجموعات وفرق متقابلة يتراشقون بها بصواريخهم في ظل غياب فرق الحماية والإسعاف، عفواً في ظل غياب رقابة فاعلة على الأرض، من شأنها منع استخدام هذه الألعاب النارية الفتاكة والمؤذية، وخطرها المحدق بعيون الأطفال على الأقل كخطر جسيم يفوق استنزاف الجيوب وما يمكن أن تحدثه من عاهات مستدامة لدى كل من يتعرض لخطرها الكبير المحدق بالجميع على حدّ سواء، وليس فقط من قبل مستخدميها من الأطفال، ذلك أن خطرها طائش كما هو خطر الرصاصات الطائشة التي يطلقها أرعن بطريقة أشبه بالبدائية للتعبير عن حالة فرح أو نجاح مدرسي أو غيره من التعبيرات الطائشة للأفراح التي غالباً ما تنتهي بفاجعة لضحية محتملة في أي لحظة من قاتل مجهول بفعلته معلوم بطيشه ورعونته وأخلاقه المعدومة التي لا تراعي حرمة المجتمع وعيشه الآمن.
ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات في المناسبات والأعياد استفحلت لدرجة أنها باتت تقضّ مضاجع الناس وتهدد عيشهم الآمن وتخلق حالة من الذعر والخطر المحدق بهم في كل لحظة، ما يستوجب مكافحتها اجتماعياً وتحريمها دينياً ومؤسساتياً، ومحاصرتها بكل الطرق، بحيث لا تتحول أفراحنا القليلة إلى منغّصات، ومن غير المعقول وحملة مكافحة التهريب قائمة أن تتصاعد حملة استخدام المفرقعات الممنوعة أصلاً.
تشرين