معركة إدلب الكبرى واقعة ونهاية الإرهاب حتمية

معركة إدلب الكبرى واقعة ونهاية الإرهاب حتمية

تحليل وآراء

الاثنين، ٢ سبتمبر ٢٠١٩

لاريب أن ما يجري على الساحة السورية الشمالية راهناً، قد يكون في خانة آخر فصل من فصول الحرب على سوريا، وكما بدأت هذه الحرب انطلاقا من الاراضي التركية، كنقطة ارتكاز لاغراق الارض السورية بالارهابيين من كافة انحاء الارض، ربما نشهد وانطلاقا من نفس الاراضي التركية، مسارا معاكسا لهؤلاء الارهابيين، وبالتحديد فقط لمن تبقى منهم على قيد الحياة، عودة الى الدول التي هاجروا منها في مسيرة الحرب الارهابية التي شُنّت على سوريا. من هنا، يؤشر نمط العمليات العسكرية التي تتم راهناً على جبهة ريف حماه الشمالي – ريف ادلب الجنوبي الغربي، الى أن هناك تغييراً كبيراً مرتقباً سوف تشهده تلك المنطقة التي شهدت أخيراً العمليات الاكثر حماوة في سوريا، قد تكون آخر فصول هذه العمليات الإجهاز النهائي على آخر البؤر الإرهابية في هذا البلد، السائر بخطى ثابتة نحو النصر النهائي، على حد تعبير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في خطابه الأخير، في الأيام القليلة الفائتة. في موازاة العمليات المذكورة آنفا، هناك تخلٍ سياسيٍ واضحٍ، عن المجموعات الإرهابية، خصوصاً من راعيها الأساسي، أي النظام التركي، الذي خسر مراهنته على إسقاط الحكم في دمشق، بالتالي تحولت هذه المجموعات، المصنّفة دولياً بالإرهابية، الى عبءٍ على أنقرة، أثر الإنجازات الميدانية التي حققها، ويحققها الجيش السوري، أي التقدم الكبير في محافظتي حماه وإدلب، وهروب المسلحين من منطقة تلو الأخرى، ما دفع بالأتراك الى إعادة النظر في ترتيب أولوياتهم في الجارة الأقرب، وتركيز جهودهم على بدء تنفيذ “المنطقة الآمنة” في شمالي شرقي سوريا، بهدف بناء خط فصل بشري من العرب السوريين المؤيدين لأنقرة، بين مناطق الأكراد هناك، وفي الشطر الثاني من الحدود داخل الأراضي التركية، لمنع التواصل بين الأكراد في البلدين، بالتالي التصدي لأي محاولة نشوء كيان كردي في المنطقة، تحديداً في المناطق الممتدة بين تركيا وسوريا. في الشأن الميداني، تتقدم القوات السورية بوتيرةٍ سريعةٍ جداً على خط الجبهة المذكورة آنفاً، فبعد سيطرتها على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، تشهد مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، إنهيارات كبيرة في صفوفهم، حيث يهرب المسلحون من منطقة الى أخرى، التي تتساقط بدورها في يد الجيش واحدة تلو الأخرى ايضاً، بحسب تأكيد مصادر ميدانية متابعة. ويرجح أن تكون وجهة عمليات الجيش في الأيام المقبلة، هي مدينة معرة النعمان، في جنوب إدلب، بهدف فتح الطريق الدولي بين حماه وحلب، ثم التوجه الى مدينة جسر الشغور غربي إدلب، لإعادة فتح طريق اللاذقية – حلب، ودائماً بحسب المصادر. وتتوقع قرب بدء معركة إدلب الكبرى، والقضاء على أكبر معاقل المسلحين التكفيريين في سوريا، وعودة كامل محافظة إدلب الى كنف الدولة في وقتٍ قريبٍ، إذا إستمرت وتيرة المعارك على هذا النحو، وإستمر معها الدعم الروسي، والتصدي للتدخل التركي، الذي بدا جلياً، بعد إستهداف الطيران الحربي السوري لرتل عسكري تركي كان قادماً لمساندة إرهابيي إدلب، برأي المصادر. وهنا تؤكد مصادر سياسة سورية، أن هذه التطورات الميدانية، دفعت الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان الى الذهاب الى روسيا ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين، علّ الأول يقنع الثاني بوقف العمليات، فما كان من الزعيم الروسي إلا أنه شدد بدوره على حتمية القضاء على آخر البؤر الإرهابية في سورية. بعد هذه الخسارة، ذهب أردوغان الى عقد صفقةٍ مع الأميركيين، وهي إنشاء “منطقة آمنة” شرق نهر الفرات، رعتها واشنطن، بين الأكراد والأتراك، إنسحبت المليشيات الكردية مسافة 10 كلم عن الحدود التركية السورية. وتعقيباً على ما ورد آخيرا، تعتبر مصادر في المعارضة السورية أن النفوذ التركي قائم في المنطقة، من خلال تقاطع مصالح تركيا مع الدول الكبرى والفاعلة في الأزمة السورية والمنطقة، فهي دولة أطلسية وشريكة لواشنطن، كذلك على علاقة وثيقة مع موسكو، بعد إبرام عقود شراء منظومات الصواريخ والطائرات الحربية، كذلك تربطها علاقة ممتازة بطهران، من خلال العلاقات التجارية بينهما، لاسيما إستجرار الغاز الإيراني الى تركيا، وتؤكد المصادر أن جل ما تسعى إليه أنقرة من إنشاء “المنطقة الآمنة”، هو حماية الأمن القوي التركي، بالتالي تطبيق خطة أمن وقائي للتصدي لأي حركة إنفصالية محتملة.