وإن اعتديتُم.. فليست هناك خطوط حمراء .. بقلم: سماهر الخطيب

وإن اعتديتُم.. فليست هناك خطوط حمراء .. بقلم: سماهر الخطيب

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٣ سبتمبر ٢٠١٩

قواعد اشتباك جديدة رسخت مفهوم المقاومة في نفوس كانت تشكك بقدرة المقاومة، إنما اليوم انتهى ذاك الخوف. فاليد العليا باتت القول الفصل في هذه المعادلة الجديدة.. والرّد على قدر الفعل.. وبالتالي انكسر أكبر خط أحمر كان قد وضعه العدو منذ عشرات السنين كما كُسر في حرب تموز 2006 وكذلك في عام 2000 والتاريخ يشهد الكثير من محطات المقاومة التي انكسرت فيها هيبة العدو الصهيوني.. كما أن تضحيات أبطال المقاومة بكل فروعها ومكوّناتها سواء أكانت في فلسطين أو لبنان أو سورية أو العراق كانت ولا تزال رادعاً وجداراً منيعاً أمام غطرسة العدو. فباتت قلعة المقاومة المصونة بدماء شهدائها وتضحياتهم منيعة بينما بات بيت العدو أوهن من بيوت العنكبوت.. وأمين عام حزب الله، السيّد حسن نصر الله، أكد في خطابه أمس، متوجهاً لـ»الإسرائيليين»: «احفظوا تاريخ 1 أيلول 2019 لأنه بداية مرحلة جديدة من الوضع عند الحدود لحماية لبنان وليس هناك خطوط حمراء». هذه المرحلة تجاوزت فيها المقاومة ما اصطنعوه من حدود سواء في الشام أو لبنان أو العراق وفلسطين وزرعت الرعب في نفوس أعدائها.. لتصبح مقاومة نفسية ومعنوية وفكرية وإعلامية ليس فقط مقاومة بالسلاح. وحدّدت مرحلة جديدة في قواعد الاشتباك وقلبت المعادلة بل أعيدت لشكلها ومضمونها الطبيعي في توازن الردع.. هدفها الحقيقي واضح وجلي بتثبيت معادلة الردع فقد انتهى زمن السماح وغض الطرف ولّى إلى غير رجعة. والزمن الآن هو زمان المقاومة ومكانها.. ورغم كل إجراءات الكيان الصهيوني وأهدافه الوهمية، ضربت المقاومة في عمقه، مكرّسة مفهوم ترجمه السيد نصر الله بتهديده «الإسرائيليين» بالقول: «إذا اعتديتم فإنّ كل جنودكم ومستعمراتكم في عمق العمق ستكون ضمن أهداف ردّنا»، وقد انتقل الرّد وبات في وضح النهار وفي العمق، وهذه هي ثقافة المقاومة التي لا تكلّ ولا تهدأ حتى إعادة كل الأرض. وباتت القاعدة «وإن اعتديتم!» ترسم خطاً أحمر تتحكم به المقاومة ومحورها المقدس، بعيداً عن تلك الخطوط التي رسمتها الأمم المتحدة ظلماً وعدواناً تحت شرعة أميركية صهيونية، في حين أنّ العدو الذي لا ينفك يعتدي ويخترق سماء لبنان وينفذ غاراته في الشام وغزة سيحسب الآن ألف حساب لأي تصرّف بعدما انكسرت هيبته، أمام المقاومة التي وعدت بردّ الصاع صاعين، وأكثر، في قلب العمق الصهيوني. كما انتهت أيام التشكي والتنديد والاستنكار بعدما ثبت بالدليل الحسّي أن كل الهيئات والمؤسسات الدولية التي توجّه إليها رسائل الشكوى والاستنكار هي ألعوبة بيد واشنطن وتل أبيب. وباتت القاعدة إن اعتديتم فسنردّ بحسب الاعتداء الطائرة بالطائرة والصاروخ بالصاروخ والبادئ أظلم.. الأهداف توحدت وباتت هدفاً واحداً هو قتال «إسرائيل».. سماؤنا لنا حرام على غيرنا، كما ترابنا المقدس المروي بدماء شهدائنا. فلم تعد السماء مفتوحة لطيران العدو، ولم تعد الأرض التي رويت بالدماء، مجالاً للانتهاك.. وكما عادت الأرض لأهلها الجديرين بحمايتها بسلاحهم ومعه دمائهم، ستعود كل الأرض فقد أسقطت أسطورة الجيش الذي لا يُهزم وإلى الأبد، أسقطتها دماء الشهداء. وترسخت باليقين مقولة وفعل المقاومة التي لا تقهر، بصمود الشعب المقاوم الذي بات صلباً عتياً عن الانكسار كما حجارة أرضهم وقلاعها الشاهدة على أن من يتم إخراجه من أرضه بالقوة لن يستطيع العودة إلا بالقوة.. هذه القوة الآتية من الإيمان بالحق وبالأرض لطالما كانت الأرض هي الهوية. وهذا هو الفرق نحن أصحاب هوية وأصحاب حق في حين سيبقى الصهاينة بلا هوية، فهم مغتصبون للحق بلا أرض وأرضنا تبقى لنا مهما طال الزمن سنعود وندخلها آمنين..