استراتيجية تنظيم «القاعدة» للسنوات الخمس المقبلة.. بقلم: نضال حمادة

استراتيجية تنظيم «القاعدة» للسنوات الخمس المقبلة.. بقلم: نضال حمادة

تحليل وآراء

الخميس، ٥ سبتمبر ٢٠١٩

في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات الأميركية مع حركة طالبان في قطر وبعد الاتفاق المبدئي بين الطرفين على انسحاب الجيش الأميركي من بلاد الأفغان في غضون ثلاث سنوات، تعمل قيادة تنظيم القاعدة على مرحلة ما بعد الإنسحاب الأميركي وفق استراتيجية وضعها تنظيم القاعدة لعمله في السنوات العشر المقبلة خارج أفغانستان، وذلك بعد طلب قيادة طالبان من الظواهري ومساعديه مغادرة تنظيم القاعدة وكلّ كوادره من العرب وغيرهم أفغانستان فور الإنسحاب الأميركي من هذا البلد، وذلك بناء على الاتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية وحركة طالبان والذي نصّ في أحد بنوده على انسحاب مقاتلي تنظيم القاعدة وجميع المقاتلين العرب من أفغانستان فور الإنسحاب الأميركي.
 
مصادر مقربة من الحركات السلفية المحاربة قالت في حديث إنّ استراتيجية القاعدة للسنوات المقبلة تعتمد على ركيزتين أساس هي اليمن وبلاد الشام، وشرحت المصادر السلفية المحاربة في حديثها استراتيجية التنظيم باعتماد اليمن وبلاد الشام مناطق تمكين للتنظيم، بينما وضع العراق ودول الخليج العربي كبلدان دعم لبلد التمكين في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في استراتيجية التنظيم للسنوات العشر المقبلة بعد الإنسحاب الأميركي من أفغانستان، وذلك يعود الى قرب اليمن من مكة المكرمة والمدينة المنورة فضلاً عن إشرافه على مضائق بحرية مهمة تسهّل عمل التنظيم في التنقل والتهريب، كما يتمتع اليمن بطبيعة جغرافية جبلية تناسب عمل تنظيم القاعدة القتالي وتتلاءم مع امكانيات وخبرات المقاتلين التابعين للقاعدة والتي اكتسبوها في جبال أفغانستان خلال أربعة عقود من التموضع هناك. أيضاً يتمتع اليمن بوفرة الأراضي الزراعية فضلاً عن وجود النفط في اليمن، وأشارت المصادر إلى أنّ اليمن كان مركز التمكين الأول عند مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي جعل للقاعدة في اليمن خصوصية انفردت بها عن سائر فروع القاعدة في العالم حيث أنّ الأوامر منعت الفرع اليمني من المشاركة في اية عمليات خارج اليمن، كما وضع بن لادن ناصر الوحيشي صديقه الشخصي وثقته على رأس التنظيم في اليمن وجعل الفرع اليمني للتنظيم على رأس كلّ فروع القاعدة في الجزيرة العربية عندما وحدهم تحت قيادة الوحيشي في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
 
مكان آخر يدخل في استراتيجية تنظيم القاعدة للسنوات العشر المقبلة، وهي بلاد الشام زائد صحراء سيناء التي وضعها التنظيم ضمن جغرافية بلاد الشام حسب المصادر، وفيها أنّ بلاد الشام قريبة من القدس وبالتالي من ثاني القبلتين لدى المسلمين كما أنها ايّ بلاد الشام تتوسط العراق ومصر وتركيا والجزيرة العربية وفيها موارد نفطية وأمن غذائي، كما تتواجد فيها قواعد شعبية مؤيدة للقاعدة وتحوي جبالاً عالية ووعرة، أما سيناء فتكمن أهميتها للتنظيم بإشرافها على قناة السويس وقربها من مصر وفلسطين وتواصلها مع أفريقيا عبر ليبيا والسودان، البلدين اللذين يعتبرهما التنظيم مناطق دعم لمنطقة التمكين في سيناء.