السعادة وعلاقتها بإيجابية التفكير.. بقلم: مهرة الشحي

السعادة وعلاقتها بإيجابية التفكير.. بقلم: مهرة الشحي

تحليل وآراء

الاثنين، ٢١ أكتوبر ٢٠١٩

تمضي أيامنا بسرعة، والكثير من الحكماء والناصحين يطلبون منا أن نعيشها بسعادة، وألا نحمل هم الغد، والكثير من المفكرين في كتبهم تحدثوا عن وصفات السعادة التي ينشدها الناس في حياتهم، والسعادة كغيرها من المشاعر مرتبطة بالأسباب والظروف المحيطة، ولعل كلمة السر التي تجعل حياتنا سعيدة في المنزل ومع أسرنا وفي مكاتب العمل هي أننا نقرر أن نكون سعداء.
 
إن التفكير الإيجابي له مفعول السحر في جعل النظرة لحياتنا أجمل وأفضل، فالإيجابية في التفكير، تجعلنا ننظر إلى الأمور بعقلانية أكثر من غير غضب أو تحيز أو تسرع في اتخاذ القرارات، كما أننا نعيش في راحة البال التي ننشدها، فكم من معذب من بيننا ولكن ليس ببدنه، بل بعقله وتفكيره.
 
وللتفكير الإيجابي عدة سبل وطرق تصل إليه من خلالها، وأهمها:
 
1- أحط نفسك بالإيجابيين: إن البيئة المحيطة لها الكثير من الأثر فينا، فلو كان حولنا السلبيون سواء في المنزل أو العمل وحتى من ضمن أصدقائنا المقربين، فستكون حتماً سلبياً مثلهم، فالسلبية معدية، فخلال دقائق إذا مررت بشخص سلبي وإن لم تسيطر أنت على مجريات الحديث معه فستصبح مثله تماماً.
 
2- اتبع نمطاً حياتياً إيجابياً: مارس الرياضة، اقرأ كتاباً، سافر إلى وجهة متميزة مع عائلتك أو أصدقائك، تطوع في نشاط مجتمعي، خلاصة الأمر أشغل نفسك بما تحبه ويجعلك سعيداً، وحتماً سيكون تفكيرك ونظرتك للأمر أفضل وأجمل بعد أن تمر باللحظات الجميلة التي ذكرناها من سفر وممارسة هواية وغير ذلك من الأنشطة.
 
3- نمِّ ثقتك بنفسك: لا تكن ليناً فتعصر، إن الثقة بالنفس هي أساس للتفكير الإيجابي، الواثق بنفسه تراه قوياً في كل شيء، في تفكيره وقراراته وأعماله وتطلعاته، أما المهزوز من الداخل تراه متخبطاً لا يعرف ماذا يريد، يبدأ بالعمل ولا يكمله، يخاف من الاختلاط بالناس، ليس لديه الجرأة على البوح بأهدافه وتطلعاته لأنه يخاف من الفشل ويخاف من النقد، لذا اكسر الحاجز وانطلق بما لديك من إمكانات، وتقبل نفسك على ما هي عليه، ولا تُشعر نفسك بالنقص، فستكون نظرة من حولك لا محالة كنظرتك لنفسك.
 
4- استفد من النقد ومن ثم ارمِه وراء ظهرك: إن النقد إما أن يثري حياتك بأهم الملاحظات التي تحتاجها للتطور، أو أنه يهدمك بسبب قسوة لغة الانتقاد، فالعديد من الحاسدين من حولنا ألسنتهم حادة، وكلماتهم تدمي القلوب، ونقدهم لاذع ويكون في العادة للهدم والتحطيم لا للبناء والتعمير، مثل هؤلاء لا أقول لك ألقِ كلماتهم وراء ظهرك، لا، بل أقول لك ألقِهم هُم وراء ظهرك، وابتعد عنهم فهؤلاء مثل معاول الهدم، أما المحبون الذين ينصحونك لتكون أفضل فهؤلاء خذ منهم النصيحة، وطبقها لعلها هي التي تغير حياتك وتجعلك راضياً عن نفسك.