حرب الجواسيس.. بقلم: ميس الكريدي

حرب الجواسيس.. بقلم: ميس الكريدي

تحليل وآراء

السبت، ٢٦ أكتوبر ٢٠١٩

على بوابات سورية أشعلنا جراحنا قناديل فكر وتفكر 
لنحاول استيعاب ما حصل 
وأخذ العبرة ..
كل هذا الحزن وكل المآتم التي أقمناها وكل هذا الوجع 
وكل الخطابات الصوتية قنابل صوتية 
لتشككنا بحقنا في وطننا 
أذكر كل التفاصيل 
في كل الملفات 
وأحفظ أسماء أغلب المعلكين الذين ماكان همهم الا إفراغ عزيمتنا 
مرة بالحديث عن تبعية الملفات في المنطقة للخيارات الدولية 
ومرة بالترويج لأفكار لاتعدو كونها أجندات خارجية متباينة وكل الكلام الذي يبدو بصيغة الحق وكل المراد منه باطل ..
كم حملنا ياسورية من قهر ..
يخنقون أصواتنا في المحافل الدولية فقط لأننا صوت سوري أصيل ليس تابع ..
نعم كان المطلوب أن نكون مجموعة عملاء وجواسيس ..
نعم انها حرب ضد الجواسيس 
انها أخطر عملية استخدام للطابور ليس الخامس بل ربما العاشر ..
إنها حرب شيطنة حقيقية ..
إنها كل المحاولات السابقة واللاحقة مختزلة في سيناريو قتل ممنهج ..
إنها كل ماوراء الأكمة..
إنها كل مافي داخلي من احتقان لا يمكننني شرحه ..لكننا ننعتق مجددا من استعمارنا بالأفكار والفكر ..ومازالت الحرب طويلة 
وقد تتغير قواعد الاشتباك فقط ..
أيتها الأم الأرض الأم 
كم سخروا من انتمائنا لك 
كم حاولوا أدلجة خيانتهم 
وكم كرهت كل مايبدو شعارات إنسانية وهو دق إسفين في انتمائنا 
(( الوطن حقوق لا حدود ))
وطني هو وطني حتى و إن سلبتني حقوقي حكوماته حين تفسد لأني عجين الأرض وخبزها ..
الآن ونحن ننتهي من مرحلة لتبدأ ربما مراحل أكثر أو أقل وجعاً 
إني فخورة بصبري ..
إني فخورة بعفتي أمام زبانية الشياطين ينهبون البلاد ..
سورية الحبيبة ..
لن أطلب السماح لأي من العملاء 
لأنهم في لحظة قايضوا عيون أطفالنا وعيونك بحفنة دولارات 
هذه الرسالة مغرفة من روحي أسكبها الآن لأنضح عني 
لحظات اشتباك واشتباك خضتها بكل قناعة بأن سورية بلد يستحق أن نرتص جميعاً فداء له..
كم أبعدني سفلة ومرتزقة من مؤتمرات فقط لأني لم ولن أقبل أن أبيع صوتي لا بكثير ولا بقليل 
..
احتملوا شكواي ومثلي آلاف التحموا بأرضهم 
وأفضل مني آلاف دفعوا عمرهم لأجل الوطن ..
وبالنهاية سنعيش ليس كأشخاص لكن كواقع ..
لأننا حتى لو متنا 
لكننا لقنا أبناءنا درساً فيه كل بصماتكم القذرة حين حاولت تدنيس وحدتنا وكرامتنا ..
أما المعلكين المتفزلكين الذين يظنون أن أوراق العمل الوطنية هي محاضرة مأجورة يسلمون نسختها للاستخبارات الدولية وثائق ضد بلادهم فهم إما جهلة أو خونة أو الاثنتين وبالحالتين سنتحصن ضد الغوغاء والعملاء 
وعاشت سورية 
عاشت 
عاشت 
وستعيش ..