إنها القدس وأهلها..!!..بقلم: صالح الراشد

إنها القدس وأهلها..!!..بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الجمعة، ٨ نوفمبر ٢٠١٩

عزّت الرجال وغاب جمال النساء في عصر إنتهك فيه أصحاب القوة وشركاء القهر الشعوب العربية، فذُلت الرجال بالجري المُنهك وراء لقمة العيش وتكميم الأفواه، وغاب جمال النساء من قهر الحياة ومحاولة الحفاظ على الأسرة، وأصبح الأطفال في خطر بسبب الإنفتاح غير المدروس فيما الشيوخ في المستشفيات بعد تراجع برامج العناية الطبية غير الموجودة في الأصل، لتصبح المجتمعات العربية في الدول الغنية والفقيرة في مهب الريح، بعد ان فقدت الأمة بوصلتها الوحيدة التي تجمعهم وهي القدس التي تقبع تحت إحتلال الكيان الصهيوني والذي بدأ العديد من الدول العربية بمغازلته لتطبيع العلاقات فيما البعض الآخر أصبح سجين إتفاقيات مهينة أطلق عليها معاهدات السلام وهي في باطنها إستسلام.
نعم أيها السادة إنها القدس, التي يجتمع لأجلها أبناؤها، فيذودون عنها بالأجساد والأصوات حتى لا تخضع للهوان كما سبقتها عديد العواصم التي غاصت في وحل الاستسلام، فالقدس سيدة القتل والسلام، وطريق السماء وبوابة المحبة، فرجالها بعمر أسوارها في الكرامة والعزة, ونسائها بجمال أقصاها والعذراء أم المسيح، وشيوخها لا يضعفون ولا يهنون وكأن قلوبهم نُحتت من حجارتها، وأطفالها بعمر الورد يحرسون تاريخ بعمر الأمة، إنها القدس سيدة المدن ومركز القداسة للعالم ونبع السلام لمن طلب السلام وطريق الموت لمن يعتدي عليها، والتاريخ شاهد على الدول التي انتهت وأصبحت خارج الزمن حين أغضبت القدس وأبنائها.
القدس بوصلة الأمة وطريق كرامتها وعزتها, فبلا القدس لا عرب في الكون وحتى إن كانوا بالملايين, لأن عثاء السيل لا يجرف السفن وحتى إن كان كالجبال, هي القدس بأقصاها وقيامتها وبراقها, هي القدس بتاريخها وحاضرها والمستقبل لها, هي القدس التي يُقتل في باب لدها المسيخ الدجال, هي القدس درب السماء وسلام الأرض هي القدس عاصمة فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر, رغم تآمر من تآمر وتنازل من تنازل, فهي لأهلها أصحاب العزة والكرامة, والذين يقفون معها فيرخص لأجلها كل ثمين ويهون ليعونها كل غال حتى الروح والمال, ليضع ابناء القدس أموالهم فداءً لها, فيجمعون المال للحفاظ على تراثها وألق صورتها, وحتى لا يخضع قدسي لإغراءات المال العربي قبل الصهيوني, كونهما يصبان في بوتقةٍ واحدة إسمها ضياع الأرض, هي القدس يذود عنها من شهيدهم باربعين من الشهداء في عصر الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام, فشهداء القدس لا يجدون من يعينهم على الحق ومُحاطين بالظلم من كل مكان, ويأتيهم النصر من الله وتعود عزة الإسلام والأمة من القدس, والقدس فقط بشهادة رسول الأمة عليه الصلاة والسلام، فلا تضيعّوا بوصلتكم وعودوا الى قدسكم .