جرعات صفقة القرن.. بقلم: حاتم استانبولي

جرعات صفقة القرن.. بقلم: حاتم استانبولي

تحليل وآراء

الأحد، ٢٤ نوفمبر ٢٠١٩

قرار واشنطن حول اعتبار المستوطنات في الضفة الغربية لا تخالف القانون الدولي هذا القرار يشرع الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية اي يسقط صفة الاحتلال عنه خطورة هذا القرارمصدره كونه ياتي من الراعي لاتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة واسلو هذا الراعي الذي قبلت به السلطة الفلسطينية واعطته الشرعيىة والمرجعية المتفق عليها من قبل فرق التفاوض الفلسطينية والاسرائيلية. الادارة الامريكية تمرر صفقة القرن على شكل جرعات كل جرعة تحمل عنوان جرعة يهودية الدولة وجرعة القدس عاصمة لها وجرعة ضم الجولان وجرعة قانونية المستوطنات الجرعة الاحدث التي تحمل طابع تهويد الضفة الغربية بالكامل وبالجوهر يعني فتح الباب امام تهويد غور الاردن وما يعنيه بالبعد الاستراتيجي . القرار الامريكي هو هدية لنتينياهو من اجل استثماره في الجولة الثالثة في الانتخابات والقرار وضع الجميع ان كانوا اوروبيين او حكام عرب امام واقع يرفضونه لفظيا ولكنهم سيتعاطوا معه واقعيا. تهويد الضفة يعني ان الفلسطينيون سيعانون من سياسة عدوانية جديدة ستطال وجودهم وسيوضعون امام خيارات مصيرية صعبة. القرار الامريكي وردة فعل نتنياهو الذي يتحدث عن تصحيح ظلم تاريخي يعبر عن جوهر الموقف الصهيوني الذي استثمر في عملية السلام المشبوهة وانتج واقع سلطوي فلسطيني وعربي رسمي متوافق على تسهيل مهمة تمرير جرعات صفقة القرن هذه الصفقة التي بدات في واشنطن منذ ان وقع السادات كامب ديفيد ولحقه ياسر عرفات وابومازن بتوقيع اتفاق اوسلو وتبعهم الملك حسين بالايعاز لوفده بتوقيع وادي عربة. وثلاثتهم وصفوا الاتفاقات بذات العبارة على انها سلام الشجعان. هذه الشجاعة التي اوصلتنا الى ما نحن فيه وما زالت الجرعات الباقية هي الاخطر والتي ستلاحق قضية اللاجئين وقوننة التطبيع من خلال ادخاله بالمنظومة الثقافية العامة وسيلاحق كل من يتجرأ على مناصبة العداء للصهيونية واسرائيل. من الواضح ان قرار واشنطن كشف السلطة الفلسطينية ووضع الاردن امام خيارات مستقبلية صعبة من على ارضية ان شعار حل الدولتين سيبقى مرفوعا ولكن حيزهم المكاني اصبح عليه علامة استفهام كبيرة . القرار في الجوهر موجه للاردن وفلسطين من على ارضية الفهم الاسرائيلي والامريكي لحل الدولتين واطارهما المكاني. جوهر صفقة القرن تم الاعلان عنها بالقرارات الثلاث يهودية الدولة وعاصمتها القدس وحيزها المكاني يشمل كامل الضفة الغربية التي شرعت للاستيطان الصهيوني بدعم واضح ومعلن من قبل الادارة الامريكية التي ستواجه اية محاولات دولية لتقويض قراراتها . الادارة الامريكية تعيد للذاكرة الدور الاستعماري البريطاني في معاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور وصك الانتداب التي وكلها في اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين والذي حوله لدولة وعبر الزمن والدعم الاستعماري المتناوب بين بريطانيا وفرنسا ثم الولايات المتحدة . ثلاثية هذا الاستعمار هيىء الظروف الدولية والاقليمية والمحلية لهذه اللحظة التي وصفها نتنياهو بالتاريخية. القضية الفلسطينية تشهد ذات الظروف التي نشأت ما بعد النكبة اي اعادة الالغاء والالحاق ولكنا الآن ستحمل عنوان التصفية وقوننتة اقليميا ودوليا . عندما وافقت الامم المتحدة على ان تستلم اسرائيل اللجنة القانونية هي في الجوهر وافقت على عدوانيتها الاستعمارية الاحلالية الاستيطانية . هذه السلطة ومفاوضيها هم آخر من يتكلم عن القانون الدولي وخروقات اسرائيل له كونهم وافقوا على ان تجري المفاوضات والاتفاقيات من خارج منظومة القانون الدولي وهيئاته وقبلوا ان تكون واشنطن هي الراعي والقاضي وخيمة مفاوضاتهم. على السلطة الفلسطينية ان تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية على انها قضية وطنية تحررية ويكفيها تلاعب بالعبارات والالفاظ المضللة هي المسؤولة عن الحالة الفلسطينية الراهنة بكل ابعادها وهي التي اعطت مبررات للقرارات الامريكية والعربية الداعمة للقرارات الامريكية بصمتها السلبي. القرار الامريكي سيشجع البعض على التعاطي مع غزة على انها المكان للدولة الاسلامية الفلسطينية. وطنية الوحدة واعلان الانسحاب من اتفاقية اوسلو واعتبار ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الاطارالقانوني والمرجعي للشعب الفلسطيني بعد اعادة بنائها وتخليصها من ممثلي التفاوض المقدس هي الرد الحاسم على الجرعات الامريكية الصهيونية. بعد كل هذه السنوات عليهم ان يعترفوا بفشل مشروعهم ورؤيتهم اوسلو ونتائجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية اصبح قوة معيقة للنضال الوطني الفلسطيني وادواته رحيلهم اصبح ضرورة وطنية.