على حاله!..بقلم: يسرى ديب

على حاله!..بقلم: يسرى ديب

تحليل وآراء

الاثنين، ٩ ديسمبر ٢٠١٩

أتابع كل خبر أو معلومة عن الحمضيات، أقلبها وأتفحصها ليس كمعلومة إعلامية، ولكن كحال كل المنتجين الذين ينتظرون نجدة لا تأتي، وكشخص يعرف عن قرب حجم المعاناة التي يعيشها مزارعو الحمضيات كل عام ومنذ عقود.
كيف يمكن لأخف السلع وأسوئها أن يرتفع سعرها لأكثر من 800 ضعف خلال هذا العقد، ويبقى سعر الحمضيات ثابتاً على حاله لا يتجاوز عشرات الليرات؟
إنتاج ينقله المنتجون إلى سوق هال يتعامل التجار والسماسرة فيه معهم كالعبيد، يتدللون ويتآمرون ويتعالون على المنتجين الذي يشحنون إنتاج يوم عمل مكلف ومضنٍ في قطاف البرتقال؟!
هذا الموسم كما العشرة التي سبقته، آمال بحلول منتظرة تبدأ مع بداية الموسم وتتلاشى قرب نهاياته من دون أن يحصل جديد، لتبقى الحمضيات على حالها سعر العبوة يفوق سعر محتوياتها، بالتزامن مع دخول الموز بأسعار رحيمة فقط في موسم الحمضيات!
لا نريد أن يرتفع سعر الموز، ولكن حقاً لا أرى جواباً للسؤال الذي يردده منتجو الحمضيات، لماذا لا ينخفض سعر الموز سوى خلال موسم الحمضيات؟
كثيرة هي المرات التي كتبت فيها أخباراً عن عقود واتفاقيات متأملة أنها ستحدث انفراجاً تماماً كما يقال هذا الموسم، وما يحصل هذا العام لا أجده يختلف قيد أنملة عما حصل مع بداية كل موسم خلال العقود السابقة: العراق.. القرم…البحر.. الشحن.. الطائرات، ثم تمضي الأيام وتسعيرة سوق الهال على حالها.
قصدنا «السورية للتجارة» لشراء البرتقال فهم -كما يدعون- يشترون من المنتج، ولكن كان البرتقال الموجود أعلى من أسعار السوق بنحو خمسين ليرة في كل كيلو، ليس هذا فحسب، بل إن الأنواع التي كان يسميها والدي «قطاعة» ويمضي نهاره وهو يفرز الحبات الجيدة من بين «القطاعة» هي ما كانت تبيعها صالة التجارة الداخلية للمواطنين وبسعر أعلى.
إذا كانت تلك المؤسسات لا تستطيع استيراد المواد الغذائية وتشتريها من التجار بأسعارهم، فما الذي يمنعها من التسوق من المزارعين الذين يبيعون كيلو البرتقال في أسواق الهال بأسعار لا تتجاوز 50 ليرة وفي الكثير من المرات تنخفض إلى 25 ليرة؟
لا تشتروا.. ولا تحركوا ساكناً.. فقط اقتصدوا بتصريحاتكم، لأن المنتجين يعدونها, كما آلية العمل السائدة في سوق الهال، كذباً واستغلالاً في وضح النهار!