شاشة 2019.. محلك سر.. بقلم: مارلين سلوم

شاشة 2019.. محلك سر.. بقلم: مارلين سلوم

تحليل وآراء

السبت، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٩

تعيد قراءة عام 2019 بالأحداث الفنية، فتجد الكثير من النميمة والتفاصيل التي لا تعلي من شأن أحد ولا تترك أي بصمة تقدم في عالم الفن، باستثناء بعض المحطات الحزينة التي ودعنا فيها نجوماً، وبعض الأعمال الجيدة في التلفزيون والسينما.
وتعيد قراءة العام إعلامياً، فتجد 2019 لا يختلف كثيراً عما سبقه، وليس في الأفق ما يبشر بأي تغيير مهم يستطيع مجاراة العصر، خصوصاً بعد دخول التواصل الاجتماعي على خط الإعلام، وتمكن أشخاص لا علاقة لهم بالمهنة من التفوق على مذيعين ومقدمي برامج ونقاد، من خلال مقاطع الفيديو التي يصورونها بأنفسهم لأنفسهم، وينشرونها عبر «اليوتيوب»، يعبّرون فيها خير تعبير عن أحداث ما أو مواقف، وبكل حرية وجرأة.
تلك الحرية التي لا يمكن لسلطة أو رقابة التدخل للحد منها، أتاحت الفرصة أمام أي كان أن يقول أي شيء. هذا ال «أي شيء» يصل إلى حدود الفوضى والانفلات أحياناً، ويكون في محله فيصيب الهدف ويحقق النجاح أحياناً. ازداد عدد مشاهير «السوشيال ميديا»، وبقي الخيط الفاصل الوحيد بين قنوات وبرامج التلفزيون وقنوات وبرامج «يوتيوب» والإنترنت، هو مصداقية المصدر. أما من حيث الحيادية والموضوعية أو الانحياز لجهة دون الأخرى، فالأمر سيان، لأن غالبية القنوات التلفزيونية تابعة لجهة ما، ناطقة وفق مصالح جهة ما، والحيادية التامة شبه غائبة، فهل الوضع مختلف مع «قنوات الناس» الخاصة؟ البعض نجح في جذب المشاهدين أو المتابعين، بسلوكه خطاً مختلفاً، طارحاً أفكاراً غير تقليدية، ولا نمطية. وهو ما نحتاجه فعلياً في قنواتنا العربية، التي لم تعد تبحث عن التجديد في الأفكار والبرامج والشكل، وكأنها استسلمت وفضلت مواصلة ما تبقى لها من الرحلة ضمن نفس الإطار الموضوع لها منذ سنوات، ورضخت أمام الهجوم الشرس للناس على إنشاء قنواتهم الخاصة، وتقديم أفكارهم وبرامجهم كيفما يشاؤون، في حين أنها مازالت تملك سلاحاً قوياً في إقناع المشاهدين والتأثير فيهم.
هذا التأثير لن يدوم طويلاً إذا لم تتطور الشاشة لتقفز سنوات إلى الأمام، فتصبح على مقاس المستقبل، تشبهه، تجاريه، وتنتمي إليه بالفعل وليس فقط من خلال الحديث عنه وعن استعدادات باقي القطاعات له.
ما الذي تغير في شاشاتنا العربية خلال 2019؟ وما الذي تغير في المشهد المرئي؟ الشاشة على حالها، والبقاء عند نقطة محددة يعني تراجعاً عما هو مأمول وتخلياً عن أي تطوير فعلي. أما المشهد المرئي، فصار يضم وجوهاً جديدة، لا تحتاج إلى هوية إعلامية كي تصل إلى الناس فتجذبهم.