كيف كان يعمل توماس أديسون؟.. بقلم: مهرة الشحي

كيف كان يعمل توماس أديسون؟.. بقلم: مهرة الشحي

تحليل وآراء

السبت، ١٨ يناير ٢٠٢٠

مليارات من الناس سعت على هذه الأرض، وأعداد المواليد كبيرة في كل أنحاء العالم، كما أن أعداد الوفيات أيضاً كبيرة وبشكل لحظي، العديد منا يولدون ويعيشون على سطح هذا الكوكب ومن ثم يموتون وينتقلون إلى الآخرة من غير أن نعرف عنهم أي شيء، ولكن هناك منهم من سطر اسمه في صفحات التاريخ، هؤلاء قلة قليلة لم تركن إلى واقعها، ولم تعش كما عاش الكثير من الناس خاملين أو روتينيين، بل اجتهدوا وسعوا حتى حققوا المعجزات، فمنهم من غيّر تاريخ البشر، ومنهم من جعل حياتهم أسهل، العظماء هؤلاء هم الذين سيتذكرهم الناس وسيعيشون إلى الأبد حتى لو دفنوا في باطن الأرض.
ومن هؤلاء المخترع ورجل الأعمال توماس أديسون، والذي دائماً ما نربط اسمه بالمصباح الكهربائي مع أنه أحد اختراعاته ولديه غيره الكثير، هذا الرجل الذي اجتهد في حياته حتى وصل إلى اختراعات لم يصل إليها أحد من قبله، مر بظروف تكاد تكون مرت على الجميع، فالحياة لا تستقيم لأحد، وكلنا مر بالظروف الصعبة التي جعلت منه أصلب وأقوى وأكثر حكمة، ولكن الفرق من بيننا وبين توماس أديسون أنه لم يركن إلى واقعه، بل حاول تغييره، ولم يعش كباقي الرجال في العالم الذين يذهبون إلى العمل صباحاً ومن ثم يعودون إلى منازلهم للإشراف على أسرهم، على عكس ذلك كان هذا الرجل الذي صمم لنفسه في منزله معملاً صغيراً يصنع فيه اختراعاته، ليس ذلك فقط، بل إن هذا الرجل يملك من الإصرار لوحده ما يمكن أن يوزع على آلاف من البشر، ولنا في قصة اختراع المصباح خير دليل على ذلك.
ولعلنا في هذه المقال نستفيد من حكمة هذا الرجل، والذي له العديد من الحكم التي تزرع في نفوسنا الأمل، والتي تدفعنا نحو تحقيق الأهداف الكبيرة والأمور العظيمة:
1- أول أسرار النجاح أن تؤمن بنفسك: الإيمان بالقدرات الذاتية، وتطويرها هي أول خطوة في طريق النجاح والتغيير، في العادة الشخص المهزوز من الداخل من الصعب تغييره وحمله على الأمور الكبيرة لإنجازها، ولعل هذه الخطوة هي الأهم لمن يريدون تحقيق النجاح.
2- النجاح هو 1% موهبة و99% جهد وتعب: وهنا تأتي الخطوة الثانية، فبعد أن تؤمن بقدراتك، وتقوي من عزيمتك، يأتي الآن دور الخبرة، وهنا يشير أديسون إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي أن النجاح ليس وليد الموهبة والفطرة، بل إن الموهبة الفطرية لا تتعدى الـ 1%، ولكن ما يحدث الفرق فعلاً هو الجهد المبذول من الشخص، فقد نرى إنساناً متوسط الذكاء، ولكنه في مجال عمله ناجح للغاية، وذلك بسبب إصراره على إنجاز المهام، والجهد الكبير الذي يبذله.
3- نقطة ضعفنا هي الاستسلام: فبعد أن تشمر عن ساعديك وتبدأ بالعمل احذر من مغبة الوقوع في حفرة الاستسلام والرضوخ، إن النجاح لا يأتي بسرعة، بل يحتاج الإنسان للعديد من المحاولات لكي يصل إلى هدفه، ولعل اللحظة التي يستسلم بها تكون هي اللحظة التي لو تعداها لوصل إلى النجاح.