«خطة سلام» أم إنقاذ نتنياهو؟.. بقلم: دینا دخل اللـه

«خطة سلام» أم إنقاذ نتنياهو؟.. بقلم: دینا دخل اللـه

تحليل وآراء

الخميس، ٣٠ يناير ٢٠٢٠

بعد تأجيل دام لحوالي ثلاث سنوات أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء الماضي خطته للسلام في الشرق الأوسط، وذلك في مؤتمر بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسفراء عدد من الدول بعضها عربية كعمان والبحرين والإمارات. وكان من المقرر أن يعلن ترامب عن خطته هذه في آذار عام 2017 عند وصوله إلى إسرائيل بعد الزيارة الشهيرة التي قام بها للمملكة العربية السعودية واجتماعه بالقمم الثلاث «القمة العربية والخليجية والإسلامية». إلا أن تعنت «الشريك الإسرائيلي» نتنياهو أدى لعدم الإعلان عن الصفقة.
قال الرئيس ترامب: إن «كل الإدارات الأميركية السابقة حاولت تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وفشلت، لكنني لم أنتخب لأتجنب المشكلات الكبيرة». فما المشكلات الكبيرة التي واجهت ترامب في هذا الملف منذ عام 2017 وحتى الآن؟
ربما يكون من الواضح الآن أن اختلاف الرؤى لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي هي السبب وراء التأخير في التوصل إلى حل. إذ بقي نتنياهو متعنتاً برأيه فهو لم يرغب بالتنازل عن شبر من «إسرائيل التاريخية» للعرب. وخاصة أنه يرى أن ضعف العرب بشكل عام ورغبة البعض من الدول العربية بإنهاء الصراع بأسرع وقت هو نقطة قوة لمصلحته قد تساعده على رسم سلام يناسب إسرائيل دون الحاجة لتقديم تنازلات.
من ناحية أخرى كان ترامب يرى أن الضعف العربي هذا يأتي لمصلحة إسرائيل حتى لو قدمت القليل من التنازلات للوصول إلى سلام يرضيها. لذلك شكر ترامب في كلمته إسرائيل على «تنازلاتها» من أجل إتمام خطة السلام والعمل على إنهاء الصراع مع الفلسطينيين وقال: «هذه أول مرة تنشر إسرائيل خريطة تتحدث عن الأراضي التي ستقدمها مقابل تحقيق السلام، هذه خطوة غير مسبوقة وتطور كبير، واتجه نحو نتنياهو قائلاً: «شكراً شكراً على هذه الخطوة الشجاعة». وأكد ترامب أن «السلام يتطلب الحلول الوسط والتنازلات لكننا لن نطلب من إسرائيل أبداً التنازل عن أمنها».
ربما تكون المشكلات الداخلية التي يعانيها نتنياهو كاتهامه بالفساد وعدم قدرته على الفوز بالانتخابات وبالتالي الاحتفاظ بمنصب رئيس الوزراء ما جعله يرضخ لضغوط الإدارة الأميركية ورئيسها، الذي يحاول من جانبه أن يرضي ناخبيه ويثبت أنه رجل سلام قادر على إنهاء صراع دام 70 عاماً.
لقد شهدت الفترة السابقة ضغوطاً أميركية حقيقية على نتنياهو كي يرضخ للتفاوض مع الفلسطينيين ما دام الجانب العربي ضعيفاً. من أهم أشكال هذا الضغط هو إخفاق نتنياهو في تشكيل حكومة بعد الانتخابات البرلمانية مرتين. وهو اليوم أمام الدورة الثالثة للانتخابات ما يؤكد أزمته العميقة.
أما العرب فالكثير منهم يرون أن قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية هو حل عادل يستحق التفكير.