حرب الكلمات!.. بقلم: سناء يعقوب

حرب الكلمات!.. بقلم: سناء يعقوب

تحليل وآراء

الأحد، ١٦ فبراير ٢٠٢٠

بات الحديث مع أي مسؤول عن خدمات الشعب بمنزلة مصفوفة كلامية تم حفظها عن ظهر قلب, هي بضع جمل تقال في كل المناسبات, ولو أراد أي مواطن من هذا البلد لقال أكثر عن معاناة شعب بقي صامداً رغم الإرهاب والدمار, ورغم حصار اقتصادي فرض على بلدنا حتى قبل الحرب!
اليوم لسنا في وارد رد الاتهامات لبعض المسؤولين, ولكننا سنضع الحقائق في نصابها, ومنها أن اتهام المواطن باستعماله الكهرباء حتى في طهو الطعام ليس ذنبه, وقد تكون لدى توافرها وسيلته الوحيدة لينعم بدفء ولو قليلاً وهذه أيضاً ليست مشكلته!.
هل تعلمون أين المشكلة؟ المشكلة حينما نبيع الوهم للناس ببطاقة قيل عنها «ذكية», وخير مثال على ذكائها أن ترى عشرات السيارات محملة بأسطوانات الغاز وليس بإمكان المواطن الاقتراب منها لأخذ حاجته لأن دوره لم يأتِ بعد, أو أن الرسالة لم تصله, وطبعاً في ظل اتهامات تتقاذفها الجهات كل بتقصير متعمد أو حتى إهمال, والأدهى من تصله رسالة لاستلام أسطوانته المدللة من حلب وهو يسكن الشام, أو شخص ثان في كل رسالة يتأخر دوره عدة أرقام والمصيبة أن لا أحد يعلم ماذا يحدث حقيقة؟!
الغاز متوفر لمن استطاع إليه سبيلاً وكذلك المازوت, وكل ما عليك أن تدفع أيها المواطن بما تيسر من أموال زائدة!! فعن أي بطاقة ذكية يتحدثون وقد باتت «طوابير» الغاز والرز والسكر تملأ المكان في حال توافرت أيضاً, وإنه مشهد لا يسر الخاطر ولا الوجدان!.
نعاني حصاراً اقتصادياً ونعلم جميعاً صعوبته, ولكن ليس مبرراً لما يحدث من تقصير خدماتي صار صدى الشكوى منه يملأ المكان, وملف التقصير قد يبدأ من الكهرباء التي تحالفت مع الغاز والمازوت, وساندتها قبضة تجار لا يرحمون وليس بإمكان أحد الوقوف أمام جبروتهم, وغلاء استعر لهيبه فأحرق ما في جيوب الفقراء منذ الأيام الأولى من الشهر!.
لن ندخل حرب الكلمات مع أي مسؤول, ولكن جملة واحدة نقولها: اعملوا وسيرى كل مواطن عملكم بعيداً عن شعارات منتهية الصلاحية!