الحب.. بقلم: الباحثة النفسية الدكتورة ندى الجندي

الحب.. بقلم: الباحثة النفسية الدكتورة ندى الجندي

تحليل وآراء

الأحد، ١٦ فبراير ٢٠٢٠

وما أدراك ما هو الحب؟؟

هل وقعت يوماً في الحب وتذوقت عذوبته؟!

هل عشت لياليه؟ وتولعت بآلامه؟؟

كُتب الكثير عن الحب وتغنى به الشعراء والأدباء وأفردت له الصفحات عبر التاريخ.. ولكن هل تستطيع الكلمات أن تُجسد هذه الحالة النادرة بما تملكه من قوة يهتز لها الكيان ويشتعل لها القلب وينشغل بها الفكر ويصبح معها الجسد جمراً في حالة بحث عن الحبيب

الشوق لا ينتهي.. والقلب لا يرتوي إلا باللقاء

إنه اللهفة المجنونة.. إنه الفرح.. الأمل.. الألم.. البعض وصفه بالجنون، لذلك وصفه العرب بالهيام والهيام هي حالة الجنون التي تصيب الإبل من شدة العطش حيث يغدو العاشق مجنونا بمحبوبته...  رغم عذابه وآلامه إلا أنه يبقى أجمل شعور بالوجود.

إنه الحياة

الحب شعور غريب ومعقد ليس بالسهل وصفه

حالة تقارب وتفاهم.. انسجام وهيام

حالة التقاء بين روحين!

الأفكار تتلاقى

والأحاسيس تتبادل

والأجساد تتداخل

إنه حالة وجود!

 

الالتقاء بالأخر ما هو إلا التقاء بالذات

 

العاشق يلامس مشاعر معشوقته.. يحتضن همساتها.. يفرح لفرحها ويحزن لحزنها.. يتباهى بحضورها ويتألق لنجاحها..

العاشقة تذوب في أحضان معشوقها ....تحتضن ألامه...... ترتوي من رحيق شفاهه......تلتمس القوة والأمان من حنانه وتغدو أكبر مع فكره

إنه حالة تكامل وجداني.. صداقة روحية

إنه حالة نادرة لا يصل إليها إلا الندرة!

يتحقق بها وجود الإنسان حيث يصبح هذا الحب مصدر إلهام وقوة يتطور معها الإنسان

إنه حالة روحية..... صداقة راقية في الحب

لا تتوج هذه العلاقة إلا في اللقاء والالتقاء في حالة انصهار

ماذا عن الصداقة الجنسية؟! إنها حالة تداخل في الحب

العيون تشتعل شوقاً والأيادي تتشابك ...يغدو معها الجسد واحداً

لغة مشتركة يفهم أبجديتها الفكر.. ....يتفاعل معها الجسد يترجم من خلالها أرقى المشاعر: الحب

الحب هو الأمل.. هو العطاء

الحب هو النور

الحب يجعلنا نحلم.. نتجاوز حدودنا....نبدع

الحب يضفي رونقاً وردياً على حياتنا

من عرف قلبه الحب انطفأ الشر في داخله.. إنه النقاء....إنه الطهر... .إنه الخير

الحب هو الحياة

الحب الحقيقي بعيد كل البعد عن الأنانية وحب الامتلاك.... إذا لم تكن العلاقة قائمة على التفاهم والود... على الاحترام ...على الإحساس المشترك بحيث يسعى كل طرف إلى مساعدة الأخر على تحقيق ذاته لا يتم هذا الالتقاء الروحي وربما تغدو العلاقة مرضية يسودها حالة تبعية عاطفية بعيدة كل البعد عن مشاعر الحب السامية

 في حالة الحب الحقيقي يكون الانسان متصالحا مع ذاته يدرك مشاعره ،يكن التقدير للطرف الأخر و يبادله الحب و الاحترام , العلاقة تكون بعيدة كل البعد عن صور الابتزاز النفسي والجسدي والمادي

هل عرفتم يوماً الحب الحقيقي؟

هل تشعرون به يجري في عروقكم؟

الحب حالة نادرة لا يصل إليها إلا الندرة!

nadaaljendi@hotmail.fr