جمهورية اليهود!!.. بقلم: د. بسام الخالد

جمهورية اليهود!!.. بقلم: د. بسام الخالد

تحليل وآراء

الاثنين، ١٧ فبراير ٢٠٢٠

جمهورية اليهود.. حقيقة تاريخية تحاول "إسرائيل" إخفاءها وتسخّر الحركة الصهيونية أذرعها الإعلامية حول العالم للتعتيم عليها منذ قرابة قرن من الزمان، لكن مع الإعلان الأخير عن(صفقة القرن)، جددت إحدى المدافعات عن الحقوق الفلسطينية حملتها لتعيد نشر الحقائق حول هذه الجمهورية الكاملة المتكاملة التي رفضها اليهود وأخفوا أخبارها بشكل متعمّد!
السيدة البريطانية ميشيل رينوف التي تحمل لقباً شرفياً هو " ليدي" ترى أن هناك حلاً للقضية الفلسطينية لم يحظَ بالاهتمام الواجب، هذا الحل يتمثل في عودة اليهود إلى وطنهم الأول (جمهورية اليهود) التي تقع في جنوب شرق روسيا، ولا تعلم بأمرها الغالبية العظمى من دول العالم لأن "إسرائيل" تعتّم عليها ولا يسرها ذكر اسمها بطبيعة الحال.
تقول الليدي رونوف: تتمحور السيناريوهات المتداولة حول الحل النهائي للقضية الفلسطينية في "حل الدولتين" أو "حل الدولة" أو حتى في حلّ شبه مستحيل، يحلم به القادرون على ترف الأحلام في واقعٍ صعب، ويتمثل في عودة يهود "إسرائيل" إلى مساقط رؤوسهم في أوروبا وغيرها من دول العالم!
وتضيف رينوف: ( توجد جمهورية تمثل الوطن الأول لليهود في العالم، وقد ظلت كذلك إلى أن ظهرت فكرة توطين اليهود في فلسطين ونجح الصهاينة في تحقيقها فصُرفت الأنظار عن "جمهورية اليهود الأولى" التي تأسست بطريقة سلمية ودون حاجة لاغتصاب أراض من سكان أصليين).
وقد نادت السيدة رونوف طويلاً من أجل عودة اليهود إلى موطنهم الأول، وقدمت حججاً وبراهين تاريخية مدهشة لمن يسمع بها للمرة الأولى، وقد أسست لهذا الغرض منظمة تروج لهذا الحل بقوة وتحمل اسم (جمهورية اليهود)، ولم تدع الليدي رينوف فرصة تمر دون محاولة نشر الفكرة المغيّبة إعلامياً، بفعل ضغط اللوبي الصهيوني، وقد ألقت العديد من المحاضرات وأجرت العديد من اللقاءات، حول هذا الحل، في محافل عدة كانت إحداها تحت قبة البرلمان البريطاني، وأخرى في إيران وفي أماكن أخرى، وهي تلخص الحل باختصار كما تراه، ويتمثل بعودة آمنة لليهود في "إسرائيل" إلى جمهورية اليهود والتي اسمها (أوبلاست) ولكنها معروفة أكثر باسم عاصمتها (بايرو بدجان)، حيث من الممكن لهم أن يعيشوا بأمان وسلام ودون أي معاداة لـ "ساميّتهم" وأن ينعموا بأجواء الثقافة اليهودية السائدة بقوة هناك وأن يتحدثوا اليديتش (لغة يهود أوروبا) كما يريدون على أن يتركوا أرض فلسطين لسكانها الأصليين.
وتؤكد الليدي رينوف أن الثقافة السائدة في (بايرو بدجان)، والتي تعادل مساحتها مساحة سويسرا، تسمح بهذا الحل العادل وإنهاء مأساة الفلسطينيين المشردين في أصقاع الأرض، حيث الكثافة السكانية في الجمهورية (14 نسمة في الميل المربع) مقابل (945 نسمة في الميل المربع في البأراضي الفلسطينية المحتلة).
وتؤكد الليدي رينوف أن (بايرو بدجان) تأسست في العام 1928 بدعمٍ وتشجيع من يهود أمريكا أنفسهم ممثلين في هيئة كانت تضم في عضويتها عالم الفيزياء اليهودي المعروف آينشتاين والكاتب الأمريكي اليهودي المعروف غولدبيرغ، وفيها جالية يهودية كبيرة، لكن قادة الكيان الصهيوني يصرّون أن تلك الجمهورية رمز من رموز العهد الستاليني الذي اتسم باللاسامية.
وتفنّد الليدي رينوف تلك المزاعم وتؤكد: (أن ستالين نزع إلى إعطاء كل أثنية من اثنيات الاتحاد السوفييتي جمهورية خاصة بها ولم يقصر الأمر على اليهود فقط، الأمر الذي تنتفي معه اتهامات اللاسامية، كما أن الجمهورية شكلت ملاذاً آمناً لليهود الذين لم يكونوا محل ترحيب من المواطنين الروس إلى جانب يهود من خارج الاتحاد السوفييتي هاجروا إليها ووجدوا فيها الأمن والسلم وكان من الممكن أن تتواصل الهجرة إليها لولا أن ظهرت الصهيونية وفكرة الاستحواذ على أراضي الشعب الفلسطيني).
وتعتبر رينوف أن اليهود كذبوا عندما زعموا إبان الحرب العالمية الثانية أنهم في أمس الحاجة إلى أرض فلسطين كوطن لهم حيث لم تكن هناك حاجة لتشريد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، فخيار الانتقال لتلك الجمهورية كان متاحاً أمامهم ولكنهم فضلوا فلسطين لأنهم كانوا يطمعون بالسيطرة على القدس.
وتستهجن رينوف التعتيم الإعلامي المحكم على حقيقة الوطن الأول لليهود في جنوب شرق روسيا والإصرار على الإشارة إليه على أنه مقاطعة، متسائلة في استنكار: (أي مقاطعة تلك التي يعادل حجمها حجم سويسرا)؟!
وتضيف: (الحقيقة أنه مع تفكك الاتحاد السوفييتي أصبحت كل أثنية مؤهلة لأن تعلن جمهوريتها التي تقيم عليها باستثناء (بايرو بدجان) التي كانت تسبب "حساسية" لإسرائيل وتثير هواجسها باحتمال رفع الوعي العام العالمي بوجودها كأول وطن لليهود)! 
وقالت الليدي رينوف: (الكثيرون لا يعرفون شيئاً عن هذه الحقيقة، والقليلون الذين تسنح لهم الفرصة لأن يستمعوا إليّ ويعرفوا الحقيقة، لا يصدقونني بسهولة، ولكني مستعدة لأن أسخر ما تبقى من حياتي كي يصدقني العالم ويسعى لحل الصراع استناداً لهذه الحقيقة).
وتضيف رينوف التي توصف في الإعلام الصهيوني بأنها من منكري الهولوكوست: (بإمكان الدول الـ 191 الأعضاء في الأمم المتحدة أن تختار هذا الحل وتدعمه دون خوف من أي اتهامات بمعاداة السامية لأن سكان الجمهورية اليهود يعيشون بالفعل في أمان واطمئنان ودون أي معاداة للسامية)! 
إننا نتساءل بحرقة: كم منبر إعلامي عربي وقف مع هذه السيدة ودعم آراءها المبنية على حقائق تاريخية تنسف كل المقولات الصهيونية حول (الوطن القومي) لليهود في فلسطين؟!
كم دولة عربية استضافت هذه السيدة وفتحت لها أبواب مؤسساتها الإعلامية والثقافية ودعمت مشروعها لفضح أكاذيب (اليهود الصهاينة) حول احتلالهم لفلسطين؟!
 
معاينة الصورة