ترامب ثلاثة في واحد ..

ترامب ثلاثة في واحد .. "الدون كيشوت, كاليجولا وميكافيلي"..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٣١ مارس ٢٠٢٠

يقف العالم محتاراً بعد فشله في إيجاد جواب لسؤال أعجز البشرية, من هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب؟, وهل هو كائن بشري يفكر بطريقة إنسانية أم قادم من عوالم أخرى يبحث عن مجد كوني؟, فترامب أعجر الأطباء والمحللين النفسيين عن معرفة خبايا فكره ومكنون صدره, وميزة الرجل أنه حيثما تطأ قدماه يحل الخراب, وكان أول الخاسرين بلاده التي فقدت حلفائها الواحد تلو الآخر, مما يجعلنا نعتقد بولادة تحالف عالمي جديد لن يكون لأميركا ترامب موطيء قدم فيه, وهنا نعود للتاريخ لنعرف أي الرجال الحمقى الذين إتخذهم ترامب نبراساً لإدارته للدولة الأعظم في العالم, لذا فقد ذهب الكثيرون إلى أن "كوفيد -19" صناعة ترامبيه إن لم يكن بقرار منه فمباركته, ليكون شريك كامل في جريمة محاولة إبادة البشرية.
فمنذ أن حل ترامب على العالم وهو يختلق الحروب الوهمية معيداً للذاكرة الدون كيشوت ديلا مانشا , فتارة يفتعل حرباً إقتصادية هلامية مع جارته في الشمال كندا, ثم ينتقل للجنوب ليغلق الحدود مع المسكيك ويهدد ببناء سور المكسيك العظيم, وعندما شعر أن هذه الحروب ليست ذات قيمة إنتقل للشرق الأوسط, ليعلن عن صفقة القرن التي حولتها الأردن وفلسطين إلى صفعة مؤلمة لم يتوقعها, فعاد يجر أذيال الخيبة يبحث عن حرب جديدة مع القوة الجديدة المرعبة في العالم, فأعلن العداء المُطلق للصين على أمل أن تلتف حوله أوروبا, لكنه فشل فأوربا العريقة في السياسة أدركت أن هذا العجوز ما هو إلا مراهق في علم السياسة فتركوه, وهنا أدرك الدون كيشوت ترامب ان محاربة طواحين الهواء لن تجدي ولن تثمر إلا أزمات للولايات المتحدة.
وقد يكون ترامب سبق هذا العصر وانساق صوب العصر الروماني, ليكون خليفة للإمبراطور كاليجولا الذي قلده ترامب في كل شيء, فخدم شعبه في بداية عصره بمجموعة قوانين تنهض بالإقتصاد, لكن ما لبث ترامب وعلى طريقه كاليجولا أن أصيب بمرض نفسي بسبب الرغبة الدونية لكل منهما, ولم يتبقى على ترامب حتى يصبح الأحمق الجديد إلا أن يبني جسراً بين الأرض والمشتري ليخاطب الإلاه الذي يضاهيه في القدرة حسب فكر كاليجولا المريض, وزادت نسبة الشبه بين الشخصيتين الباحثتين عن المجد حتى لو كان الثمن أكوام جثث من ابناء شعبه , فكاليجولا أغلق مخازن الطعام حتى مات الكثيرون من الشعب جوعاً ثم فتح المخازن ليشعر بعظمته, لنشعر بأن ترامب صنع المرض وتسبب في نشره بلامبالاته في مكافحة الكورونا في المدن الأمريكية, والآن يهب باحثاً عن العلاج حتى يشعر بأنه البطل الأعظم.
وقد يكون ترامب قد أخذ الكثير من فكر ميكافيلي المجنون الثالث, صاحب كتاب الأمير في إدارة الحكم, فهو من أوجد نظرية الغاية تبرر الوسيلة التي يتكىء عليها ترامب في تعامله مع دول العالم, ليعتقد الجميع بأن الرئيس أفاق يسعى لجميع المال, لا سيما انه يشعر بالمتعة وهو يستحوذ على أموال الآخرين مكرساً مقولة ميكافيلي "أنها متعة مضاعفة عندما تخدع المُخادع", فيتعامل ترامب مع الجميع على أنهم مخادعون لذا يجب أن يسرقهم قبل أن يسرقوه, والأسوء أنه يطبق مقولة ميكافيلي " حبي لنفسي قبل حبي لبلادي" حرفياً, لذا يستخدم الدولة الأقوى في تاريخ البشرية " كازعر الحارة", لذا فقد وضع في سنوات حكمة الأخيرة مصلحة الشعب الأمريكي وبلادة في نهاية سلم أولوياته ليتوقع الجميع بأنها ستكون الخاسر الأكبر.
هذا هو ترامب الذي يجهله العالم ويبحث عنه في كتب التاريخ بعد أن فشل في إيجاد شخص يُشابهه في الكرة الارضية, فهو حالم حد الجنون كالدون كيشوت ومجرم إلى درجة الإسراف في القتل ككاليجولا ومخادع لدرجة أنه لا يثق بأحد على طريقة ميكافيلي, وهذا يعني أن جنون ثلاث من حمقى التاريخ قد إندمج في ترامب ليصبح خارج عن السيطرة, وبالتالي لا يستبعد عقلاء العالم أن يكون ترامب قد أدخل وباء فناء البشرية للكوكب, وان ما يفعله جميع علماء العالم محاولة صعبة لإنقاذ البشرية من حمق أحمق, فهل تثبت الجريمة بحكم القانون على ترامب, بأنه الأكثر جنوناً وغباءاً ووحشية في العصر الحديث, ويتم شطب إسمه من سجلات قادة الولايات المتحدة الذين حاول الوصول لمستواهم لكنه فشل, لننتظر.!!
______________
كاليلجولا : إمبراطور روماني إشتهر كاسوء طاغية في التاريخ.
الدون كيشوت:شخصية روائية للأديب الإسباني ميغيل دي ثيربانتس سابيدرا.
ميكافيلي: مفكر وفيلسوف إيطالي في عصرالنهضة.