العالم بعد كورونا ..عين على السلاح وأخرى على المال ..!!..بقلم: صالح الراشد

العالم بعد كورونا ..عين على السلاح وأخرى على المال ..!!..بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٥ أبريل ٢٠٢٠

تحارب دول العالم مجتمعة مرض كورونا بكل قوتها, وتضع كل منها الخطط التي تعتقد أنها الأفضل للحد من خطورة انتشاره، ولا تدعها هذه الحرب الضروس تغفل أو تتناسى الحرب الكُبرى المتوقعة بعد الإنتهاء من معركة كورونا، فالمرض سينتهي من الوجود وسيختفي كما حصل مع سابق الأمراض التي خسرت صراعها مع الإنسان في ظل الدراسات التي تقوم بها مراكز البحث العلمي لإيجاد علاج ولقاح فعالين ينهيان معاناة البشر، لذا فإن الحكومات بدون إستثناء تفكر في مرحلة ما بعد كورونا، وهي مرحلة ضبابية إن لم تكن حالكة السواد، وقد تكون الأخطر في ظل المواجهات الصعبة المتوقعة بين القوى العظمى.
فالصراع الأول سيكون على إكتشاف العلاج واللقاح، لكسب المزيد من المال أو لتسجيل مواقف أمام العالم في حال منح العلاج واللقاح بالمجان لبقية الدول الأخرى، وهذا الصراع سيمنح الدولة التي ستكتشف العلاج تفوق على الأخرين، فرئيس الدولة سيسجل نصراً داخلياً مدوياً، وخارجياً يتمثل بالنصر الإقتصادي, كون من يكتشف العلاج سيعود إقتصاده بشكل أسرع وأقوى قبل الآخرين، وبالتالي سيكون بمثابة المصنع العالمي للآخرين، لذا فإن الولايات المتحدة والصين يسعيان بكل قوة اختراع الدواء، وتذهب الأفضلية في هذا المجال للصين التي عانت قبل الآخرين ودخلت مرحلة الاستشفاء قبل الجميع.
الصراع الإقتصادي سينقل العالم تلقائياً صوب الصراع العسكري، كون السياسة ستتراجع في هذه المرحلة ولن يكون لها مكان حيث ستتمرس كل دولة وراء غاياتها وحاجاتها، وبالتالي فإن دولة بحجم الولايات المتحدة ترفض أن تكون في الصف الثاني خلف الصين، فيما الصين الراغبة في الخلاص من سيطرة الدولار ترفض تقديم أي تنازلات، لا سيما أنها تحظى بدعم مطلق من مجموعة “بريكس” الراغبة هي الأخرى في الخلاص من قيد “البترودولار” الذي جعل العالم رهين للدولار الأمريكي, بل لقد دفع كل رئيس اقترب من المساس بقدسية الدولار حياته، فقُتل ملك السعودية فيصل بن عبد العزيز صاحب فكرة الدينار العربي، ورئيس ليبيا معمر القذافي الراغب في بيع النفط بالجنية الإفريقي، والعراقي صدام حسين الذي أعلن عن رغبته ببيع النفط مقابل اليورو.
ويبدو ان قادم الايام ستشهد محاولات دولية للقضاء على الدولار، بعد أن ظهرت الولايات المتحدة بمظهر الضعيف خلال أزمة كورونا، إضافة الى نهوض إقتصاد مجموعة ” بريكس”، وبالتالي فقد عرضت الصين ومجموعة من الدول بيع النفط بالعملة المحلية لكل منها، وهذا يعني إعلان حرب على الولايات المتحدة، مما يجعل الحرب مسألة وقت ليس إلا، كون الولايات المتحدة ترفض أن تتازل عن قيادة العالم، والدول الأخرى لا يناسبها الوضع القديم، لذا فهي تبحث عن عالم جديد ويبدو أن هذا العالم سيظهر قريباً، إما بإنتهاء السيطرة الأمريكية أو خروج الصين وحلفائها من دول المقدمة في العالم، ليكون الحديث القادم والصوت المسموع للسلاح والسلاح فقط.
***
– “بريكس” :مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتتينية ” BRICS” من أسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
– البترودولار: مصطلح اقتصادي لوصف قيمة النفط المشترى بالدولار الأمريكي، وأول من استخدم هذا المصطلح هو البروفسور إبراهيم عويس أستاذ علم الاقتصاد في جامعة جورج تاون الأمريكية سنة 1973.