وباء الإرهاب وثغرة «الجائحة»!.. بقلم: ليلى بن هدنة

وباء الإرهاب وثغرة «الجائحة»!.. بقلم: ليلى بن هدنة

تحليل وآراء

الجمعة، ١٧ أبريل ٢٠٢٠

فيما يواجه العالم بأسره هذه الأيام تحدياً خطيراً، يتمثل بتفشي وباء «كورونا» المستجد (كوفيد 19)، لا تزال الجماعات الإرهابية التي تقتات من الأزمات، تحاول الصيد في المياه العكرة وتصعيد هجماتها.
لا شك أن الإرهاب أصعب من الوباء، فهو لا يزال، بالرغم من عمليات احتوائه على مدار السنوات الماضية، يستغل فترات الفوضى والانشغال، من أجل تنفيذ مخططات لا إنسانية، في وقت يتلاحم فيه العالم في مواجهة وباء عالمي قاتل.
تنظيم داعش زاد من عملياته مؤخراً، مستغلاً ثغرة انشغال دول العالم بمكافحة تداعيات تفشي فيروس «كورونا»، على حساب أنشطته الأمنية والعسكرية، حيث عاود الانتشار في سوريا، كما أن التنظيمات الإرهابية في مصر، بدأت تتحرك، والدليل العملية الأخيرة، وهو ما يستدعي من الدول عدم التراخي مع وباء الإرهاب، الذي يعد أشد فتكاً من «كورونا»، لا سيما أن الجماعات المتشددة بدأت تستغل العزل الاجتماعي، للتخطيط للخروج من جحورها مجدداً، في غياب انتشار أمني.
ويمكن التحذير من استفادة التنظيمات الإرهابية من العزلة الاجتماعية بسبب وباء «كورونا»، في محاورة الأشخاص عبر الأنفاق الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، في التجنيد، واستغلال وقت الفراغ في بث السموم، لا سيما أنه من تداعيات الجائحة اقتصادياً، ارتفاع نسبة البطالة والفقر، وقد تستغل هذه التنظيمات هذه الثغرة، لتحريك سمومها من جديد، بانتهاج سياسة الإغراء المالي للتجنيد.
لذلك، فقد آن الأوان لوضع الدول هذا السيناريو في أجندتها، وعدم التساهل في محاربة الإرهاب عبر البوابة الإلكترونية، واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة لمحاربته ونشر ثقافة الوعي والمسؤولية لدى الشباب، لإحباط أي مخطط لنشر الأفكار المتطرفة.
لا شك أن أول أسلحة مكافحة الأوبئة، هو تقوية المناعة ضدها، وحصار الفيروس ثم مقاومته ومعالجة آثاره. وأقوى أسلحة مكافحة الإرهاب، هو اليقظة، وتقوية الحس الوطني، ونشر ثقافة الوعي والولاء وحب الوطن للجميع.