التباكي ما عاد ينفع!!.. بقلم: سناء يعقوب

التباكي ما عاد ينفع!!.. بقلم: سناء يعقوب

تحليل وآراء

الاثنين، ٤ مايو ٢٠٢٠

مع بداية تسلم الحكومة أعمالها بادرت إلى اجتماعات قيل عنها في حينها إنها نوعية, واعتقدنا أنها قد تكون بداية موفقة لمساندة الناس التي عانت وتعاني ويلات الحرب وفقراً لا يرحم, فصدر الكثير من القرارات الحكومية والتي كانت تحتاج إلى ترجمة فعلية لتنفيذها, ومن تلك الاجتماعات التي لاقت صدى ما قدمته الحكومة حول رؤيتها لتطوير القطاع الزراعي وكيفية دعم الفلاح للارتقاء بمعيشته و لاسيما في ظل ارتفاع أسعار غير مسبوق وأجور ما عادت تناسب ما يحدث في الأسواق من متغيرات تدفع المواطن إلى تحت هاوية الفقر!!
كان الحديث عن ضرورة تشجيع الزراعات المنزلية من خلال تقديم منحة إنتاجية للأسر الفقيرة, لتكون منتجة وفعالة, ولتأمين المردود المادي وبالتالي السيطرة على ارتفاع الأسعار, من خلال زراعة أسطح وشرفات المنازل, إلى هنا وكان الكلام جميلاً, ولكن -كما العادة – بقيت تلك المقترحات والقرارات حبيسة تلك الاجتماعات, وكل ما تغير أن المواطن ازداد فقراً وأن الأسعار تضاعفت منذ ذلك الوقت عشرات المرات!!
ما حدث مؤخراً من ارتفاعات أسعار جنونية للمنتجات الغذائية كان صادماً للمواطن والذي حوصر بين فقره وقلة حيلته, بينما إنتاجنا يتم تهريبه إلى الدول المجاورة, أما مبررات الجهات المعنية فإن أسعارنا هي الأرخص, متناسين أن دخل المواطن السوري وانخفاضه لا مثيل له مع الدول المجاورة, وبدلاً من إيجاد الحلول كانت سلسلة لا تنتهي من تصريحات بدأت بعنصر المفاجأة, وانتهت بتحميل المواطن مسؤولية الإخبار عن صفقات التهريب!!
وببساطة نسأل: أين كنتم من تجار التهريب؟ ولماذا تبعات أي موضوع تقع في النهاية على رأس المواطن؟ وأين أنتم من دعم المزارع بدلاً من تركه يواجه مشكلاته وحيداً, بينما كل ما يتم إقراره في الاجتماعات يذهب أدراج الرياح!!
أخيراً :التصريحات المجانية لا تطعم فقيراً ولا تساند مزارعاً, ما نحتاجه فعلاً إدخال القطاع الزراعي غرفة العناية المشددة لتشخيص المرض وإعطاء العلاج, ما نحتاجه صدق الحوار والابتعاد عن القرارات العشوائية وسياسة التباكي والندب, وكأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان!!