من يملك العالم؟.. بقلم: د. حسن مدن

من يملك العالم؟.. بقلم: د. حسن مدن

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٢ مايو ٢٠٢٠

فكرتُ في البداية أن يكون العنوان: «من يحكم العالم؟»، حين تعرفتُ إلى مضمون التقرير الذي سأوجزه تالياً، ولكني آثرت أن يدور الحديث عن ملكية العالم، لا عن حكمه، مع القناعة بأن الأمرين لا ينفصلان، وأن من يمتلك الثروة الأكبر، أكان في كل مجتمع على حدة، أو على المستوى العالمي، هو من تكون بين يديه مفاتيح السلطة، حتى لو كان غير ظاهر في صدارة المشهد السياسي، ولكنه صاحب قرار، وتأثير في دهاليز السياسة، بما يفوق كثيراً تأثير من يظهرون على الشاشات، والصحف.
التقرير الذي قدّم موقع «دي. دبليو» عرضاً له، هو خلاصة دراسة وضعتها مؤسسة الإغاثة (أوكسفام)، اعتنت بإبراز الهوة، التي وصفتها بالفاحشة، بين الأغنياء والفقراء، وخلصت إلى أن أغنى ثمانية أشخاص في العالم يمتلكون ثروة تقترب مما يمتلكه نصف فقراء البشرية، وفق معطيات تعود إلى ثلاث، أو أربع سنوات سابقة.
أول الأشخاص الثمانية، حسب التسلسل العكسي، هو مايكل بلومبيرج، محافظ نيويورك السابق الذي احتلّ المرتبة الثامنة بثروة تقدر ب 40 مليار دولار. ويعمل بلومبيرج في مجالات عدة، منها الاستثمار والبرمجيات والإعلام، ويمتلك عدة قنوات تلفزيونية.
لاري إليسون، المدير التنفيذي السابق لشركة أوراكل للبرمجيات، حلّ في المرتبة السابعة بثروة تقدر ب43.6 مليار دولار، يليه في المركز السادس مؤسس «فيسبوك»، مارك زوكربرج، بثروة وصلت إلى 44.6 مليار دولار، فيما جاء في المركز الخامس جيف بيزوس، المدير التنفيذي لموقع أمازون، ب45.2 مليار دولار.
والمراكز الثلاثة التالية كانت من نصيب كل من المكسيكي كارلوس سليم في المركز الرابع، ووصلت ثروته إلى 50 مليار دولار، ثم المستثمر الأمريكي وارن بافت، في المركز الثالث بثروة تقدر ب60.8 مليار دولار، يليهما أمانسيو أورتيجا، مالك سلسلة «زارا»، في المركز الثاني عالمياً، حيث بلغت ثروته 67 مليار دولار.
أما المركز الأول فكان من نصيب بيل جيتس، الذي أصبح أغنى شخص في العالم عام 2016 حسب مجلة «فوربس»، ووصلت ثروته إلى 75 مليار دولار، بعد أن كان في المركز السابع عالمياً، وفق تقرير سابق.
ولا يمكن عدم ملاحظة أن عدد من يملكون، أو يديرون مواقع في العالم الافتراضي، ويقدمون خدمات تدار رقمياً ضمن القائمة يشكلون نسبة يعتدّ بها، كما هو الحال مع بيل جيتس، ومارك زوكربرج، وجيف بيزوس، وغيرهم، ما يشير إلى ثقل حصة هذا الحقل في الاقتصاد العالمي الراهن.