الأمل.. روح الحياة ومن فقده فليستقيل ..!!.. بقلم: صالح الراشد

الأمل.. روح الحياة ومن فقده فليستقيل ..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٣ مايو ٢٠٢٠

يتوقف العمل وتضيع الجهود ويصبح الموت أقرب من الحياة بل تموت القلوب في حال فقدنا الأمل، فالأمل هو الضوء القادم من بعيد ليُحيي القلوب التي جف فيها دفق الحياة، وهو تلك المنارة التي تهتدي بها السفن الضائعة في البحر، وهو ذلك المريض المتشبث بالحياة على أمل إكتشاف علاج يعيد إليه عافيته، الأمل هو الحياة بذاتها ودونها تصبح الحياة صحراء جرداء لا قيمة لها، والأمل موجود في النفوس السليمة التي تؤمن أن الغد سيكون أجمل وأن المستقبل سيُنسينا ألم الحاضر وأن الفرج المأمول يتفوق على الضيق المهول.
الأمل هو ماء الحياة ونبع الحب والدافع لكل شيء جميل وعظيم، فبالأمل تُبنى الحضارات والمؤسسات ويقضي الطلبة السنوات الطوال على مقاعد الدراسة، ويعمل الباحثون أعوام متواصلة لإيجاد علاج أو إختراع شيء يسهل حياة الإنسان، والأمل هو الذي يجعل العاقر تعانق الحياة في اليوم مرات ومرات، وهو الذي يجعل اليتيم يوزع الإبتسامات لعل الله يمد في عمره ويجعله أب حنون، فالأمل ليس ماء الحياة بل الحياة.
وعندما يتلاشى الأمل نموت واقفين، فتغيب الإبتسامات ويحل مكانها التجهم، فيضيع العمل والمعرفة ونصبح مجرد الآلات تسير على الأرض دون أحلام وبلا طموح، لذا علينا دوماً أن نتذكر أن الأمل هو الشيء المميز في حياتنا وهذه أشياء لا تموت، لذا علينا أن نرويها بحسن الظن بالله، وأن نصبر وننظر من نافذة الأمل الضيقة صوب الرحاب الواسعة، وأن ندرك بأن الأمل هو من يمنح المريض والمظلوم تلك البسمة التي تقول أن الغد سيكون أجمل.
وتفرض علينا الحياة مواقف صعبة تُشعرُ البعض ان نافذة الأمل أصبحت أضيق وأضيق، وأنها غير قادرة على منحهم الفرصة للنظر لأبعد من حواف النافذة، وهنا يتميز أصحاب الأفكار العظيمة عن أصحاب الفكر الضيق، فأصحاب الرؤى يجعلون أحلامهم تتسع حتى يضمون الأمل بين أجنحتهم ويحلقون به إلى أعالي الفضاء فيصنعون المستقبل الجميل، فيما أصحاب الفكر الضيق يقبعون في أماكنهم ينعون أنفسهم ويبكون على القادم أكثر من الذي مضى.
هو الأمل الذي يميز شعب عن شعب وأمةٍ عن أمة، فدعونا نتمسك بأمل أن نكون في مكان أفضل وموقع يفوق الكثيرين، دعونا نتمسك بتلك الفرصة الضئيلة حتى نشعل الضوء في آخر النفق ليضيء كالشمس ويبهر العالم، هي فرصتنا لأن نكون نبراساً للبشرية أجمع فدعونا نتكاثف ولا نتخالف, هي أحلامنا فلا تسمحوا لعابث أن يهدر تلك الآمال العظيمة، هو مستقبلنا المشرق الذي نحلم به فمن كان دونه فليستقيل ويغادر، هي حياتنا القادمة نريدها أجمل وأروع، وفي وطننا من يستطيع أن يزرعها ورداً وياسمين وأمل وأن يجعلها أفضل، فتمسكوا بزارعي الأمل وابحثوا عن القادرين على ري الأمل بالعمل وعندها سيتحول الأمل والحلم إلى واقع جميل.