أنصفوهم من دون شعارات !!.. بقلم: سناء يعقوب

أنصفوهم من دون شعارات !!.. بقلم: سناء يعقوب

تحليل وآراء

الاثنين، ١٨ مايو ٢٠٢٠

عندما قالوا عنهم: (الخط الثاني للدفاع عن الوطن) لم يكونوا يبالغون فتلك هي الحقيقة, هم باختصار الدرع الواقية في زمن الحرب والأمراض والفقر, لذلك يحق لهم أن نتذكرهم في عيدهم الذي احتفل فيه العالم ( اليوم العالمي للتمريض ) وقد أثبتوا خلال الحرب اللعينة على بلدنا أنهم فعلاً رسل الخير والمحبة والسلام, ولكن ماذا عن أحوال كل من يعمل في قطاع التمريض, بل ماذا يعانون؟
ملف مهنة التمريض قيل عنه الكثير وتناولته العديد من الأقلام, ولكن على مرور السنوات ماذا حدث؟ لا يزال الملف غامضاً وشائكاً ولا يلقى استجابة, على العكس من ذلك يستمر الظلم بحق من يعطي مهنة التمريض وقته وجهده وكل إنسانيته!
دعونا نتحدث عن المرأة الممرضة التي تعاني ما تعانيه من تعب وسهر ودخل مادي محدود , تفتقد فيه إلى أبسط مقومات العمل وهي التي تستحق الدعم والحوافز, تستحق الاهتمام والمتابعة وتقدير الجهد, ومع ذلك يبدو أن متابعة ذلك الملف غائبة تماماً عن بال وزارة الصحة والتي مازالت تقدم الوعود المجانية!
شكاوى عديدة وصرخات لا تتوقف تسأل :ماذا عن الحوافز وطبيعة العمل؟ في زمن بات فيه الراتب الشهري لا يكفي أياماً معدودة, وماذا عن تفعيل نقابة التمريض وهل هي موجودة أصلاً ؟ وهل يكفي الاحتفال بعيدهم وبيعهم الكلام المجاني؟ نعم هم وهنّ ملائكة الرحمة, ولكن لا تكفي الشعارات, وعلى الأقل تفعيل مرسوم الأعمال الخطرة!!!!
رجال ونساء مهنة التمريض مازالوا ينتظرون الإنصاف والعدالة, وإلا ما معنى أن يكون التريث هو سيد الموقف في كل ما يتعلق بالممرضين والممرضات؟ وأين هم من زيادة طبيعة العمل أسوة بغيرهم, علماً أن مخاطر عملهم تجعل الاهتمام بهم واجباً على الحكومة مجتمعة!
ونسأل : لماذا التقصير بحق من يعطي بلا كلل أو ملل؟ ولماذا لا يتم تفعيل المرسوم لإعادة الحقوق لأصحابها؟ ولماذا نقابة التمريض معطلة؟ وهل تعد المطالبة بتلك الحقوق تعجيزية, بل هل تكفي الشعارات وقصائد المديح, أم إن تحقيق العدالة يدعم البعض ويستثني أهل الحق؟!