و تشمخُ القوافي.. بقلم: منال محمد يوسف

و تشمخُ القوافي.. بقلم: منال محمد يوسف

تحليل وآراء

الاثنين، ١٨ مايو ٢٠٢٠

و تشمخُ القوافي حتى تُطال مراتب العُلا تشمخُ عطراً وهّاج الكلمات و يتيم الأمنيات إذ ما كُتبت قصائد السفرجل وأصبح حالها يعضُّ على جرح الأيام , يعضُّ على سفر الأحباب تشمخُ القوافي في بوادي الكلام العاطر نراها نرى زهرها , زهر قافيات المحبة و بعض عطرها إذ حبا كطفلٍ يُغيّب وجه كلّ الأشعار ِ تشمخُ القوافي من بيّنات الحروف و تنشرُ شذى معناها في كلِّ النفوس , تنثرها كالزهر الموعود إذ جاء يُعانق أفق الكلام و يزرعُ قمريّة الحروف في كفّة الألوانِ ويقتبسُ نوره من مجدليات تغنّى بها الفجر في صحوة الإنشادِ كأنّه يتذكر جبران الأدب إذ بات الأدب يحنُّ إلى عذب نوره الوضّاءِ و يحملُ جذوة الحالمين إذ ما مرَّ من عندنا نور الشعر اللّماحِ وأشتعل كلام المتنبي يُضيءُ الهمس و تلافيف الوجدانِ .. يُضيءُ فجرها في ليل الكلمات وضحاها يُضيءُ سِفر المودّة في دنيا الأحبة والأحبابِ .. يُضيء وهجها في تجلّيات الاسم والأسماءِ كأنّه قمح القوافي يبحثُ عن اللّون الأخضر وسرّ الألوانِ , و يناظر الأيام بقصائد تُزرع في فلك المنى والأمنيات و تشمخُ الحروف والقوافي و ينادي صوت العزف و شجن الإلهام كأنّه مجد الكلام إن تكلّمَ عطراً , و قال الأقحوان ترجمان بلاغته قولاً و تحدّثت الجمل الشبّه اسمية والفعلية "تحدّثت فعلاً " متيّم النداء تُتلى أحرفه في تعجّب النسك التعجبيّ "تُتلى نسكاً " كأنّها وليدة الأشواق و سرّ الجمال إذ جُزم بحالها المشتاق أمراً وإذ قال كلمته العُليا و جاء كعصف المأكول نزلت أقدراه علينا وعلى شعرنا قدراً و تشمخُ الحروف في ماهيّة القول تشمخُ فعلاً و تزهرُ المواعيد إذ تُزفُّ إلى حقول الغيم زفّاً و تُضاءُ البوادي إذ ما استوقدَ في دوح الشعر حرفاً "حرف قدسيّ الأشواق " تأتي إليه القصائد شوقاً و تزفُّ حالها إلى حاله و يُقال ذاك أمراً و صار جزماً كأنّها القوافي تجتمعُ هنا و تُشكّلُ من شهد الحروف عطراً و كأنّه "نور الشعر "قد يوقد في جذوته نوراً و يُحادثُ جمال الأشياء إذ ما ألتمع في أفق الجمال برقاً و ما أجمله سرّ الحروف إذ جاء يشتاق إلى القصائد شوقاً ! ما أجمله ! إنّه يماطر خبر الضّوء في مبتدأ الأحلام و يقتبس من جذوة الحروف حلماً " حلماً روائي الدهشة قد تكتبه الأيام شعراً و تضيف عليه إذ ما سما المُضاف و المضاف إليه تُضيفُ بيتاً و تلتحنُ الأقوال حول دائرته البلاغيّة وإتمام أمره "تلتحنُ قولاً " لشعره سطراً و قيلت الأحرف في ماهيّة الجمالِ وتاهت حروفه الوضّاءة تيهاً تاهت المعاني طيباً من رقّة الوردِ وإشفاقاً على حال العطر "حال الشعر إذ جاء إليه ورد القوافي إكراماً " و طيباً يماطرُ الريحان من بوادي شعره هطلاً ويمازح القمر من وجدانيات الحرف المشتاق اكتمالاً حتى إذ ما قامت الحروف وصلّى بها الجمال التعجبيّ وقُدّم لها جلّ الحروف والقوافي الشامخات قدّمها تحيّةً و سلاماً