شعبية ترامب وأوراق بايدن.. بقلم:  د. أيمن سمير

شعبية ترامب وأوراق بايدن.. بقلم: د. أيمن سمير

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٧ يوليو ٢٠٢٠

تعددت استطلاعات الرأي، التي تقول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتخلف عن منافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات نوفمبر، ورغم كل ما يقال عن تراجع شعبية ترامب إلا أن قطاعاً كبيراً من الأمريكيين على يقين كامل بأن ترامب سيهزم بايدن لأسباب كثيرة، في مقدمتها نجاح ترامب غير المسبوق في المجال الاقتصادي، وهؤلاء على قناعة كاملة بأن الرئيس تعامل باحترافية مع أزمة «كورونا»، وأنه أوقف الطيران مع الصين رغم انتقادات نانسي بيلوسي، كما أن «حزم التحفيز» الاقتصادية، التي قدمها ترامب للشركات والعائلات الأمريكية ما كان لها أن تكون بهذا الحجم الضخم إلا مع الاقتصاد الأمريكي القوي قبل الجائحة.
كما أن شعبية ترامب في ولايات الإنتاج الضخم «ولايات الصدأ» كبيرة جداً، ويتهم الحزب الجمهوري الديمقراطيين بأنهم يتحملون أي تأخير في التعامل مع «كورونا» لأن «مساءلة ترامب»، بهدف عزله استغرقت 50 يومياً بدأت من أواخر نوفمبر 2019 وحتى 6 فبراير الماضي، وهي الفترة التي بدأ الفيروس فيها بالانتشار في العالم، ولهذا تراهن حملة ترامب على الجانب الاقتصادي خصوصاً أن البيت الأبيض استطاع وسط الجائحة أن يزيد 5 ملايين وظيفة في شهر يونيو الماضي، ويتراجع معدل التضخم لأقل من 11.1 %.
على الجانب الآخر تعد الظروف الحالية مثالية لبايدن، الذي فشل مرتين من قبل للوصول للبيت الأبيض في 1988 و2008، فالتظاهرات ضد عنصرية الشرطة ووفيات «كورونا» تم توظيفها بشكل جيد من جانب الديمقراطيين، لكن تظل هناك قناعة واسعة بأن بايدن لا يملك المؤهلات أو البرنامج لهزيمة ترامب من دون جائحة «كورونا» والتظاهرات ضد العنصرية، وأن كل ما يملكه بايدن هو مشروع قديم للصحة هو نظام «أوباما كير».
كما يعاني الديمقراطيون من مشكلة هي الأكبر منذ 2016 عندما اختار الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون بدلاً من بيرني ساندرز، لتمثل الحزب في الانتخابات الماضية، وهو ما أضعف حشد الديمقراطيين خصوصاً من الشباب المتحمسين لساندرز، ورغم ذلك تكرر الخطأ نفسه هذا العام بدعم الحزب لبايدن ضد ساندرز، التي كانت بدايته مبهرة، وهو ما يؤشر لتكرار السيناريو نفسه وعزوف الشباب والجناح اليساري في الحزب الديمقراطي من الذهاب لصناديق الانتخابات.