بحر الصين الجنوبي والصراع مع واشنطن.. بقلم: د.أيمن سمير

بحر الصين الجنوبي والصراع مع واشنطن.. بقلم: د.أيمن سمير

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٤ يوليو ٢٠٢٠

قائمة الخلافات والصراعات بين الولايات المتحدة والصين، طويلة للغاية، تبدأ من هونغ كونغ وتايوان والتبت وجيانجينج، مروراً بالخلافات التجارية، وشركة هاواوي وحقوق الملكية الفكرية، وتصل إلى القطب المتجمد الشمالي، الذي تريد الصين أن يكون لها موطئ قدم فيه، لكن أكثر الخلافات التي تهدد طرق التجارة العالمية والسلم والأمن الدوليين، هو الصراع بين بكين وواشنطن في بحر الصين الجنوبي، الذي تمر من خلاله 5.6 تريليونات دولار، تمثل أكثر من 40 % من التجارة العالمية، فما أسباب الصراع بين واشنطن وبكين؟، وما الدوافع الأمريكية للبقاء في بحر الصين الجنوبي؟.
يعود الخلاف في بحر الصين الجنوبي، عندما حاولت الصين بناء مجموعة من الجزر الصناعية في مناطق بعيدة عن حدودها البرية، بحوالي 1800 كيلو متر، كما أن الصين ترفض الاعتراف باتفاقية البحار عام 1982، حيث أعلنت الصين أن حدودها البحرية تمتد لـ 200 ميل بحري، أي حوالي 300 كيلومتر، وهو أكثر بكثير مما تقرره القوانين الدولية، الأمر الذي رفضته دول مثل فيتنام والفلبين وسنغافورة وإندونيسيا وكمبوديا وميانمار، ودفع هذا الصراع الإقليمي، الولايات المتحدة، لإرسال البوارج الحربية التي تمر بالقرب من الجزر الصناعية الصينية، من أجل تعزيز ما تسميه بـ «حرية الملاحة»، وتتخوف الكثير من القوى الإقليمية في جنوب شرق آسيا، أن يتحول بحر الصين الجنوبي إلى ساحة حرب مفتوحة بين الولايات المتحدة والصين.
هناك اتهامات متبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، بـ «عسكرة» بحر الصين الجنوبي، حيث تحول لأكثر مناطق العالم ازدحاماً بالسفن الحربية والمناورات العسكرية الدائمة، وهو ما يهدد بجر دول المنطقة لحالة من الاستنزاف العسكري والاقتصادي، لا يريدها أحد، وترى الولايات المتحدة في السلوك الصيني «تنمراً سياسياً» على جيرانها، خاصة فيتنام والفلبين، ولا تملك الولايات المتحدة إلا خيارين، إما الدفاع عن شركائها الإقليميين، أو فقدان مكانتها الدولية في هذا المكان الحيوي، بينما تدرك الصين أن «عسكرة المنطقة»، سيرفع من تأمين المخاطر على البضائع الصينية، ويجعل أسعارها أقرب للبضائع الأمريكية.
نعم، الشعور الأمريكي تجاه الخطر الصيني يتزايد، لدرجة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، قال إنه يفتح كل 10 ساعات قضية تجسس صينية على المصالح والأراضي الأمريكية، ولهذا، تعتقد واشنطن أن أفضل طريقة لتطويق الصين في مواجهتها في المناطق البعيدة، خاصة بعد أن أصبح للصين صواريخ يزيد مداها على 10 آلاف كلم، وتستطيع ضرب البر الأمريكي، وهذا ما دفع وزير الخارجية الأمريكي للقول «لن نسمح للصين بالسيطرة على بحر الصين الجنوبي».