«تعا ولا تجي»!!.. بقلم: سناء يعقوب

«تعا ولا تجي»!!.. بقلم: سناء يعقوب

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٧ يوليو ٢٠٢٠

هل اعتدنا حياة الفقر وأجواء المرض؟! قد يكون ذلك السؤال من أصعب ما يفكر به أي إنسان, فما نعيشه اليوم لا تصح معه المقولة الشهيرة« يوم معك ويوم عليك » فقد باتت كل الأيام فيها من القهر والحرمان وقلة ذات اليد الشيء الكثير!!
صعبة تلك اللحظات التي يدرك فيها معيل الأسرة أن العيد يدق الأبواب وهو لا حيلة له ولا قوة, وكأننا وصلنا إلى زمن لا نعرف من العيد إلا اسمه, حيث بات الفقر وما يحدث بسبب « كورونا » لا يفترقان, وصار المواطن بين كماشة الحفاظ على صحته والسعي لتأمين لقمة عيشه وكلاهما مر!!
حتى الآن لا حلول في الأفق, فالوضع المعيشي يتدهور بشكل لم يسبق له مثيل!! بينما خبراء اقتصادنا ومن هم معنيون بمعيشتنا تغيب أصواتهم, لترتفع أصوات الفقراء الذين وصلوا إلى مرحلة العجز عن تأمين لقمة عيش أطفالهم اليومية, وقد صار العيد بثيابه واحتياجاته من المنسيات!
ويبقى الناس يسعون وراء أخبار قد تعيد بعض فرح وأمل بتحسين الوضع المادي وزيادة الرواتب, أو حتى السيطرة على الأسواق والوقوف في وجه من امتهن استغلال الفقراء وحاجتهم مصدراً لرزقه ومضاعفة أمواله!
لا جديد لدى وزارة التجارة الداخلية ولا حلول مبتكرة لمساندة الفقراء, وكل ما هنالك بضعة ضبوط لصغار الباعة والتجار, وهذا في طبيعة الحال «لا يغني ولا يسمن من جوع », فأسواقنا صارت غابة تحكمها غيلان لا تشبع, والأسعار صارت واقعاً يتم تثبيت ارتفاعها قانوناً وشرعاً من خلال (السورية للتجارة), والتي يحاولون إقناع الناس بأنها الملجأ لكل مواطن فقير ولن يستطيعوا!
العيد في منظور الوقت والزمن يبعد أياماً قليلة, وفي منظور الحياة والواقع يكاد كل مواطن لا يراه, ولسان حاله يقول للعيد « تعا ولا تجي », فثياب العيد أصبحت حلماً ولا يكفي الراتب لإكساء شخص, أما الحلويات فصارت بمرارة الأيام, وبانتظار العيد.. كل عام و«فقراء» الوطن بخير وأمل!!