محطات رياضية.. بقلم: صفوان الهندي

محطات رياضية.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٣ أكتوبر ٢٠٢٠

*- كتبنا مراراً عن سلبيات العملية الرياضية الانتخابية والتي قدمت لنا شريحة من الموجودين في وسطنا الرياضي والذين يمكن أن نطلق عليهم صفة السلبيين الذين لم تستفد منهم حركتنا الرياضية وسببوا المزيد من التخلف الإداري، فأزمتنا الرياضية تتلخص في وجود فراغ فكري وثقافي كبيرين سببه بعض المنتفعين الذين يحاولون لبس ثوب ليس لهم بهدف الوجاهة و(البرستيج) الذي لا يمكن الحصول عليه في أي مكان آخر، إلا أن ذلك ممكن في المجال الرياضي الذي كان له دور في وصول الكثيرين إلى مواقع لم يحلموا بها . 
ونؤكد هنا أننا لسنا ضد الانتخابات بالنسبة إلى اختيار أعضاء مجالس الاتحادات الرياضية والأندية ، بل على العكس فنحن من أشد المؤيدين لها ولكن حتى نضمن تحقيق أكبر قدر ممكن من النتائج الإيجابية، لابد من مراعاة بعض الجوانب الأساسية المتمثلة في المواصفات التي يجب توافرها في الشخص المرشح للعمل في المجال الرياضي. 
*- أصبح حديث تطوير الرياضة وآليات وسبل نجاحها حديث الناس المتفهمين والمخلصين والغيورين عليها في زمن باتت فيه الرياضة عنوان الحضارة والتقدم وفعالية وطنية تسعى إلى تقديم أي وطن يسعى إلى الطموح للعالم. 
وتحضرني بمناسبة هذا الكلام حديث رياضي قديم معتق درس علم التدريب الرياضي في الخارج لسنوات طويلة عاد بعدها إلى وطنه ليعطي خلاصة خبرته.. فإذا هو يصطدم بأعداء النجاح ويضعون العصي في عجلات تقدمه وعمله.. ويشتغلون فيه حتى مل واعتزل وجلس في بيته . 
مرة كان هذا الرياضي القديم جالساً في مكتب أحد رؤساء الاقسام الرياضية من الجيل الجديد.. فسأله هذا الرئيس كيف وجدت الرياضة هناك في البلد الذي درست ودربت فيه وبين العمل الرياضي هنا في بلدك.. وكيف نجحوا هناك وأخفقنا هنا؟ قال له هذا الرياضي المعتق.. هناك كانوا يشتغلون في الرياضة بنسبة 99% حباً وتطوعاً و1% يشتغلون ببعضهم دساً ونميمة أما هنا فالنسبة صحيحة لكنها مقلوبة هنا نشتغل ببعضنا 99% و1% نشتغل بالرياضة! 
*- هناك مدربون يصنعون المجد لأنديتهم وهناك مدربون تصنعهم الأندية وهناك لاعبون يصنعون المجد للمدرب، وفي الوقت نفسه هناك مدربون يبنون فرقاً للمستقبل وهناك من يستفيد من عمل الآخرين، وهناك مدربون كل همهم المال وسرعان ما تتغير اتجاهاتهم تجاه من يدفع أكثر، وكل تلك النماذج حاضرة لدينا وتحدث في مختلف دول العالم، ولكن المهم هو كيفية التعامل مع مثل تلك المتغيرات من دون أن تؤثر في وضعية الفريق وهنا يأتي دور الإدارة . 
*- في كل مرة يحاول فيها البعض الانتقاص من دور الصحافة الرياضية ووضع نفسه في خانة الشرفاء ووصم الصحفي بغير الوطني يزداد ألمي وحزني على ما آلت إليه عقلية هؤلاء بل وأشفق عليهم فهم لا يستحقون إلا الشفقة والرثاء على تلك الأفكار التي لا تزال تعشعش في خيالاتهم منذ القرون الوسطى.