صناعة الأمل .. بقلم: ميس الكريدي

صناعة الأمل .. بقلم: ميس الكريدي

تحليل وآراء

الأحد، ١ نوفمبر ٢٠٢٠

لولا الأمل ..
وماذا نملك غير الأمل
في الأوطان الأميّة ؟!! التي لا تقرأنا ..
وماذا نملك غير الأمل ونحن لا نتقن لعبة الموت ؟!
وماذا نملك غير الأمل ولم نتعلم مهارة إلا العلم والتعليم وسلاحنا القلم في الوقت الذي يتهافت العالم على امتلاك الأسلحة وتدريب البشر على استخدامها.
أيها القراء الذين لا يقرأون ويضعون بعض لايكات المجاملة على صفحات التواصل ..
أيها القراء الساهرون على صفحات يوتيوب بحثاً عن فضيحة ساخنة ..
أيها القراء الذين لا يقرأون
ماذا نملك غير الأمل ؟!!
تماماً مثل قصة المعلم الذي وافق على تعليم الحمار الكلام
وراهن على واحدة من ثلاث
أن يموت الحمار
أو أن يموت هو
أو أن يموت الملك
وهو لا يملك إلا التحايل على الزمن لعله يمنحه الخلاص
فإن رفض طلب الملك سيقتل
لذلك وافق وأشرك معه في معركته ((الزمن ))..
غبت طويلاً وهو ليس طويلاً
لكنه زمن عطالة بالنسبة لي
والعطالة عندما تصير الحركة مجهوداً ضائعاً وتثاقل في أصفاد وقيود لا تراها في المعصمين لكنها تلجم العقل عندما تعيش في زمن يملكه الجهلاء  والدّجالون .
لكن الأمل جعلني حتى في العطالة أستقوي بعزم العطالة.

يابلادي لا حاجة للاستشهاد بمقدمة ابن خلدون وعلم الاجتماع لاثبات خصائص عصر الانحطاط فنحن نعيشه بتفاصيله بما لا يمكن لعبقري علم اجتماع جديد  أن يمتلك القدرة على وصفه بتفاصيله مثلنا ..
ولذلك أقول لكم نعم نعيش بالأمل وإلا كيف نكون من الصابربن في زمن كسر أصنامه بحجة الإيمان فما كان إلا أن غادروا كل موروث الأخلاق  حتى قرر الله أن يعاقب الشيطان على تغريره بعباده
فوجده منتحراً من شيطنة البشر لأفعال يخجل الشيطان نفسه أن يفعلها ..
لا نملك غير الأمل ونحن نستطلع مستقبل بناتنا وشبابنا يمسحون البلاط  في سوق النخاسة الذي صار عضواً في  كارتل اقتصادي .
قد لا نتمكن من تفتيش سريرة البشر ..
لكننا نعرف أن التنهيدة في صدر كل منا عميقة بالحزن والظلم ..
المظلومية شعور يتولد ويتعاظم حسب رأيي الشخصي كلما ارتقى الإنسان بتطوير ذاته وتنميتها وتنمية معارفها وذلك عندما يكتشف أنه كلما اجتهد واجتهد يزداد قهره الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في بلدان تسمى متخلفة أو نامية أو عالم ثالث، وببساطة ليس في هذا جديد ..
لأن التخلف يتحكم بأدوات التحكم من حيث الذهنية
فهكذا بلدان لا تكرم مفكريها بل تبعدهم وتقرب منها المدّعين والجشعين والمتملقين
فالتخلف يحدد احتياجات النهوض على مقاس تكريس التخلف فيصير العلم شعاراً و رواده  المقبولين من السلطة  ليسوا إلا مهرجين أوببغاوات أو نصابين ومصفقين ..