بحر قزوين والصراع في ناغورني قره باغ.. بقلم: د. أيمن سمير

بحر قزوين والصراع في ناغورني قره باغ.. بقلم: د. أيمن سمير

تحليل وآراء

الاثنين، ٢ نوفمبر ٢٠٢٠

رغم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يدعي أن دعم بلاده لأذربيجان في الحرب ضد أرمينيا، حول إقليم ناغورني قره باغ، يأتي من منطلق أن تركيا وأذربيجان «أمة واحدة»، في «دولتين»، فإن الوقائع بعيدة عن هذا الادعاء، فأنقرة تخطط منذ 2009، للسيطرة على مناطق واسعة من جمهوريات آسيا الوسطى.
ولهذا، أسس أردوغان قبل 11 عاماً، ما يسمى «بالمجلس التركي»، الذي يضم الدول التي تتحدث التركية بجانب تركيا، وهي كازاخستان وأذربيجان وأوزبكستان وقيرقيزيا، وأبرز أهداف أردوغان في تلك المنطقة، هو الوصول للمناطق الغنية بالنفط والغاز في «بحر قزوين»، خاصة أن هناك دولتين ناطقتين بالتركية، وضمن المجلس التركي، لهما حدود طويلة في بحر قزوين، وهما أذربيجان وكازاخستان، فما أهداف أردوغان في بحر قزوين؟ وهل تقتصر أطماعه على النفط والغاز، أم أن في الحكاية أبعاد أخطر؟.
المؤكد أن الوصول إلى بحر قزوين، كان ولا يزال حلم أردوغان، فهو يبحث دائماً عن المناطق الغنية بالغاز والنفط، كما هو الحال في ليبيا وشمال شرقي سوريا، وشرق المتوسط وبحر إيحة، ووضع أردوغان خطة تنتهي عام 2025، تستهدف عدم دفع ما يقرب من 50 مليار دولار تكلفة فاتورة الطاقة التي تستهلكها تركيا سنوياً، وأنه سوف يحصل على تلك الموارد من مناطق، إما خاضعة لتركيا، أو على الأقل مناطق نفوذ لها، بعد 5 سنوات من الآن، ومع تعقد الأوضاع في ليبيا وشرق المتوسط، وفشل تركيا حتى الآن في استكشاف كميات كبيرة من النفط والغاز في أراضيها أو مياهها.
كان الذهاب إلى أذربيجان، من أجل ثروات بحر قزوين، والسيطرة على الثروات الهائلة من الطاقة وأنابيب الإمداد، حيث تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 48 مليار برميل من النفط، و8.7 تريليونات متر مكعب من الغاز، كاحتياطيات مؤكدة لدى كل الدول التي لها حدود مع بحر قزوين، وهي روسيا وإيران وأذربيجان وكازاخستان وتركمانستان.
ولا تتوقف أهداف أردوغان عند ثروات وغاز ونفط بحر قزوين، الذي تبلغ مساحته 360 ألف كلم، بل يسعى منذ فترة طويلة، لبناء قواعد عسكرية على أكبر «بحر مغلق» في العالم، بهدف الإشراف الاستراتيجي على كل مناطق القوقاز وآسيا الوسطى، حيث تقع مدينة «باكو» الأذرية و«وأكاتو» الكازاخية على بحر قزوين، وهما من الدول الناطقة بالتركية، لكن هذا الوهم التركي، يصطدم بعقبات كثيرة، منها تزايد الدعوات داخل الدول الناطقة بالتركية، ومنها أذربيجان وكازاخستان، التي لها حدود مع بحر قزوين، بعدم عسكرة المنطقة.