الـ«نيولوك» والـ«نيوستايل» في الحياة.. بقلم: مارلين سلوم

الـ«نيولوك» والـ«نيوستايل» في الحياة.. بقلم: مارلين سلوم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٨ ديسمبر ٢٠٢٠

هل تطوير الإنسان للآلة وتطويعها لتصبح في خدمته جاء في وقته كي يتمكن العالم من الخروج من الأزمة الصحية والاقتصادية، وتجاوز محنة كورونا سريعاً واستعادة الحياة بشكلها السابق والمعهود، أم أن الوباء جاء في خدمة جدار عازل بين البشر فتقول الآلة كلمتها وتحل مكان الإنسان لأنها «أكثر أماناً ولا تنقل العدوى»؟ وفي الحالتين، هل كتبوا لنا أن نستعيد شكل حياتنا «القديم»، أم علينا التأقلم مع «النيولوك» الذي جعلنا نشبه الآلة و«النيوستايل» في طريقة العيش والتعاطي في المجتمع؟ 
هناك أسئلة لن نجد لها جواباً واحداً وحاسماً، تبقى معلقة ما دام للبشر حياة على الكرة الأرضية، إنما المؤكد، أننا نسير بشكل تلقائي نحو استبدال الكائنات الآدمية بالروبوتية في بعض المهن والأماكن، وبشكل أسرع مما كنا نتصور، حيث دعت الحاجة إلى وجود إنسان آلي غير معرض لالتقاط الوباء ولا لنقله إلى أي أحد، والحاجة إلى إنسان آلي آخر قادر على التعقيم وتوفير كل مستلزمات الوقاية والحماية في بعض الأماكن، لا سيما في المستشفيات والعيادات. 
قبل مدة غير بعيدة، كنا نتحدث عن قلق الإنسان على مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة من البطالة وازدياد أعداد الباحثين عن عمل ووظيفة، بسبب اتجاه بعض المؤسسات والمصانع العالمية إلى الاستغناء عن الأيادي العاملة، مقابل الاستعانة بروبوت وآلات تؤدي المهام على أكمل وجه وبتكلفة أقل خصوصاً على المدى الطويل، ثم جاء «كوفيد-١٩» ليجعل من الروبوت «حاجة ضرورية» لدى البعض، تضمن لهم النظافة والوقاية الصحية وتقليل مخاطر انتقال الوباء خصوصاً في المستشفيات والمطاعم وبعض الأماكن التي تتطلب تعاملات كثيرة بين البشر. 
في معرض جيتكس للتقنية ٢٠٢٠ في دبي، أكد الخبراء أن الطلب زاد على الروبوتات بشكل كبير وملحوظ، وأن هناك ٢,٧ مليون روبوت صناعي يعمل حالياً في مصانع مختلفة حول العالم. 
روبوت يجيد الطبخ، وآخر يقدم الطعام، وثالث يتفاعل بشكل مباشر مع البشر، وروبوت مجهز بمستشعرات تسمح له بالتنقل وقياس درجة حرارة الجسم، ورش المعقمات في الأماكن المغلقة.
بالأمس كنّا نتحدث عن الروبوت وكأنه شيء من الخيال، واليوم أصبح شريكاً للإنسان في أداء المهام والقيام بخدمات متنوعة، وغداً قد نراه يزاحمنا في وظائفنا ومؤسساتنا ومنازلنا وشوارعنا، ولاشك أن «كوفيد-١٩» لعب دوراً في إفساح المجال للروبوت ليفضله الإنسان في التعامل بما لديه من ضمانات أمان وسلام أكبر.