لمن سيكون الكونغرس الـ117؟.. بقلم: دینا دخل اللـه

لمن سيكون الكونغرس الـ117؟.. بقلم: دینا دخل اللـه

تحليل وآراء

الخميس، ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٠

أحدثت الانتخابات الرئاسية الأميركية مؤخراً زوبعة سياسية ودستورية كبيرة في أميركا اهتم بها العالم بأسره. هذه الزوبعة غطت على انتخابات أخرى لا تقل أهمية عن الانتخابات الرئاسية كانت تحدث في الوقت نفسه وهي انتخابات الكونغرس. فقد أدلى الأميركيون بأصواتهم لانتخاب الكونغرس الـ117 لعام 2021-2023 بمجلسيه النواب والشيوخ.
بما أن النظام السياسي في الولايات المتحدة هو نظام رئاسي فإن التوازن بين سلطة الرئاسة «السلطة التنفيذية» وسلطة الكونغرس «السلطة التشريعية» من أهم ركائزه. فقد أوجد الدستور الأميركي آليات معقدة للربط بين السلطتين التنفيذية والتشريعية على أساس استناد كل منهما إلى السيادة الشعبية.
لفهم هذه العلاقة لابد من إيضاح ما هو الكونغرس، وما دوره في صنع السياسات الأميركية؟
يتألف الكونغرس من مجلسين هما مجلس الشيوخ The Senate ومجلس النواب House of Representatives.
يتكون مجلس الشيوخ من 100 عضو، عضوان لكل ولاية بغض النظر عن عدد سكان هذه الولاية. فمثلاً ولاية وايومينغ فيها أقل من 600 ألف نسمة لها ثقل ولاية كاليفورنيا نفسه ذات الـ40 مليون نسمة. تكون مدة الدورة التشريعية الواحدة 6 سنوات إلا أن ثلث المجلس يخضع لإعادة الانتخاب كل سنتين. هذه السنة مثلاً 35 من أعضاء المجلس يخضعون لإعادة الانتخاب. في معظم الولايات المرشح الحاصل على أعلى عدد من الأصوات يفوز بمقعد الولاية. أما في ولايتي جورجيا ولويزيانا يفوز المرشح الحاصل على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات. إذا أخفق أحد المرشحين في الحصول على النسبة المطلوبة، يخوض المرشحون الحاصلون على النسبة الأعلى جولة تصويت ثانية.
أما مجلس النواب فيتألف من 435 عضواً ينتخبون كل سنتين. وهنا يحدد عدد نواب الولاية نسبة إلى عدد سكانها. ولاية كاليفورنيا مثلاً لديها 52 نائباً أما ولاية وايومينغ فلها نائب واحد فقط.
تأتي أهمية الكونغرس بمجلسيه لكون التشريعات والقوانين تحتاج إلى موافقته لتصبح قانوناً. ولمجلس الشيوخ وظائف إضافية أهمها التصويت على أسماء قضاة المحكمة العليا.
احتفظ الديمقراطيون هذا العام بالأغلبية في مجلس النواب بـ222 مقعداً مقابل 211 مقعداً للجمهوريين. على حين يتفوق الجمهوريون، حتى الآن، في مجلس الشيوخ بـ50 مقعداً مقابل 48 مقعداً للديمقراطيين في انتظار نتائج جورجيا. إذا تعادل الحزبان في عدد المقاعد فنائب الرئيس يكسر هذا التعادل بصفته رئيسا للمجلس، في هذه الحالة سيكون لمصلحة الديمقراطيين.
لكن ماذا يعني أن يكون الكونغرس تحت سيطرة هذا الحزب أو ذاك؟
يحتاج الرئيس الأميركي إلى موافقة مجلسي الكونغرس لتمرير أجندته السياسية، لذلك إذا كان حزب الرئيس يسيطر على مجلسي الكونغرس يستطيع الرئيس تمرير سياساته من دون اعتراض يذكر. ففي عهد الرئيس جورج بوش الابن كان حزبه الجمهوري يسيطر على الكونغرس بين العامين 2003-2007 ما ساعده على تمرير قرار غزو العراق. أما الرئيس ليندون جونسون في الستينيات من القرن الماضي فقد استطاع أن يمرر قانون الحقوق المدنية وبرامج الرعاية الصحية والتعليم لأن حزبه الديمقراطي كان يسيطر على الكونغرس. على حين في عهد الرئيس دونالد ترامب وصل الصراع بين الرئيس ومجلس النواب بأغلبيته الديمقراطية إلى حد المطالبة بعزل الرئيس. هذا لا يعني أن لدى الكونغرس سلطة أقوى من سلطة الرئيس.. فمثلاً الرئيس ترامب استطاع أن يمرر صفقة سلاح للمملكة العربية السعودية في العام 2017، رغم تصويت مجلس النواب ضد الصفقة، باستخدامه حق الفيتو.
فهل سيحظى الرئيس المنتخب جو بايدن بكونغرس ديمقراطي بامتياز يساعده على تنفيذ أجندته الرئاسية من دون مشاكل؟ أم إن الكونغرس سيبقى منقسماً بين نواب ديمقراطي وشيوخ جمهوري ما قد يصعب الأمور على الرئيس الجديد؟ وخاصة أن الرئيس المنتخب لا يبدو صاحب كاريزما قوية كسلفه.