لتنطلق من الأرياف.. بقلم: غيداء حسن

لتنطلق من الأرياف.. بقلم: غيداء حسن

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٧ فبراير ٢٠٢١

كثيراً ما يتم الحديث عن ضرورة القيام بمشاريع صغيرة أو متوسطة وعن خطط لتفعيلها لكونها داعماً للاقتصاد وتسهم في توفير فرص عمل و تحقيق مصدر دخل واكتفاء ذاتي للعديد من الأسر, وهناك الكثير من المشاريع التي يمكن القيام بها في هذا الإطار ولاسيما إذا ما انطلقت من الأرياف التي يشكل الإنتاج الزراعي والحيواني مصدر عمل للكثيرين فيها ويمكن أن يتم التعويل عليها في المرحلة الحالية واللاحقة لما يشكل ذلك من رافد تنموي فعال ذي منعكسات إيجابية.
وهناك مقومات كثيرة في الأرياف يمكن الاستناد عليها للانطلاق بتلك المشاريع ولاسيما لجهة المساحات والأراضي الزراعية أو توفر البيئة المناسبة لذلك، ومن تلك المشاريع التي يمكن القيام بها مثلاً دعم تربية الأبقار والدواجن المنزلية التي تم الحديث عنها سابقاً عبر منح أو دعم مالي معين أو قروض ميسرة إلا أنها ما زالت خارج دائرة الاهتمام الكافي وسط حاجة ماسة لها ولاسيما في ظل المرحلة الحالية التي شهدت فيها منتجات هذه الحيوانات ارتفاعاً كبيراً في الأسعار وندرة في بعض الأحيان، وذلك لعزوف الكثير من المربين في المنشآت الخاصة بها أو المداجن عن الاستمرار في العمل لأسباب ومعوقات لم تعد خافية على أحد من ارتفاع مستلزمات الإنتاج وقلة الدعم وارتفاع أسعار الأعلاف التي فاقت قدرة الكثيرين من المربين عن مجاراتها، وبالتالي دفعت التجار المستجرين لمنتجاتها للتحكم في أسعارها كيفما يشاؤون نظراً لقلتها ليبقى المستهلك هو الحلقة الأضعف وعليه شراء تلك المنتجات بأسعارها الرائجة والمفرضة عليه أو الاستغناء عنها كمادة غذائية أساسية.
اليوم وبعد ما نشهده من ارتفاعات كبيرة ومتسارعة في أسعار المنتجات الحيوانية من لحوم وبيض وحليب ومنتجاته لدرجة أمست عصية على المنال وتخلو منها المواد لدى الأغلبية أصبحت هناك ضرورة لخطط مدروسة تركز على توجيه الدعم لتربية الأبقار والدواجن المنزلية وتوفير تسهيلات ومحفزات للأسر في الأرياف من قروض ميسرة أو منحٍ تساعد على اقتناء ما يتيسر منها بما يحقق الفائدة من خلال توفير مصدر دخل للأسر العاملة بها وتوفير منتجاتها مبدئياً في الأسواق و رفد وحدات تصنيعها بكميات كافية بما ينعكس إيجاباً على تخفيض أسعارها و على الاقتصاد بالتالي ولو بشكل نسبي، فهل نشهد اهتماماً أكثر في هذا الإطار؟