«كوفيد - 19» في عامه الثاني.. بقلم: حسن مدن

«كوفيد - 19» في عامه الثاني.. بقلم: حسن مدن

تحليل وآراء

الخميس، ١٥ أبريل ٢٠٢١

مرّت سنة، منذ أن اجتاح وباء فيروس «كوفيد 19» العالم من أقصاه إلى أقصاه. ما من بلدٍ أو شعبٍ في العالم نجا من شروره التي هي أكثر من أن تعدّ صحياً ونفسياً واقتصادياً ومعيشياً، بنسب متفاوتة، ولكنها مكلفة، وتداعياتها ستمتد لسنوات قادمة، حتى بعد السيطرة على الجائحة.
يحملنا هذا على عقد مقارنة بين ما كانت عليه الحال قبل عام، وما باتت عليه اليوم. هل البشر سائرون في الطريق المفضية إلى السيطرة على الفيروس، أو على انتشاره؟ أو لنصغ سؤالنا بشكل أكثر وضوحاً ودقة: هل بتنا إلى النهاية أقرب مما كنا عليه قبل عام، أم أن هذه النهاية ما زالت بعيدة؟ هناك جديد حاسم لا مراء في أهميته، هو اكتشاف وتوزيع اللقاحات على البلدان المختلفة، ومرة أخرى بنسبٍ متفاوتة، تبعاً للإمكانيات الاقتصادية لكل دولة من جهة، ولمدى حسن أو سوء إدارة ملف التلقيح في الدول المعنية. والمؤكد أن انطلاق عملية اللقاح أحدث درجة ملحوظة من السيطرة على انتشار الفيروس، رغم أن الطريق نحو السيطرة النهائية عليه ما زالت طويلة.
لنا، والحال كذلك، تصوّر كيف كان سيكون عليه الوضع بعد هذه السنة الصعبة، لو لم تكن اللقاحات قد صُنّعت واعتُمدت وعُممت، في ظروف انتشار السلالات الجديدة، والمتتالية، من الفيروس، التي حتى لو لم تكن، بالضرورة، أشدّ فتكاً من نسخ الفيروس الأولى، فإنها أسرع انتشاراً منها بما لا يقاس، ما أدى إلى مضاعفة أعداد المصابين مرات.
ولكن تجارب الدول التي قطعت فيها حملة التلقيحات منذ بدئها شوطاً كبيراً، بسبب فعالية الخطة الموضوعة، والانفتاح على اللقاحات المختلفة المعتمدة دولياً، مما مكّنها من توفير كميات كافية لنجاح سير العملية بوتائر جيدة، حدّت من عدد الإصابات بالسلالات الجديدة التي كان يمكن أن تكون أضعاف ما هي عليه لولا حملات التطعيم.
وعلى سبيل فإن الفريق الطبي المكلف بمتابعة ملف الجائحة في بلدٍ مثل البحرين يؤكد أن أكثر من 99% من المصابين الجدد هم ممن لم يأخذوا اللقاح بعد، فيما ندرت الإصابات في صفوف من تطعّموا حتى لا تكاد نسبتهم تذكر.
المفارقة هنا أنه فيما الكثير من الدول تنتظر، وبفارغ الصبر، وصول اللقاحات إليها بالكميات التي تجعل من خطط التطعيم فعالة، تصطدم البلدان التي وفرّت اللقاحات بعزوف قطاعات من مواطنيها عن أخذ التطعيم، تحت تأثير أقوال غير مسببة علمياً وطبياً متداولة، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تربك خطط التطعيم.