أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ؟.. بقلم: ميثا السبوسي

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ؟.. بقلم: ميثا السبوسي

تحليل وآراء

الخميس، ٢٢ أبريل ٢٠٢١

رمضان شهر العبادة والطاعات، شهر السكينة والطمأنينة، فرصة ليعود فيها العبد لذاته ويتوب لربه.
رمضان شهر القرآن، هو كلام الله المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم، والمتعبد بتلاوته، وهو كتاب هداية ورحمة للناس جميعاً، وهو المعجزة لفظاً وأسلوباً، يخاطب القلب في نظمه المعجز، هو الذكر الحكيم، والنور المبين، والصراط المستقيم، وحبل الله المتين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه..
وقد وصف الله تعالى شدة تأثير القرآن فقال سبحانه: «لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله».
وحث الله سبحانه وتعالى في القرآن على التدبر والتأمل في المواعظ والآيات، وأيضاً هي من آداب قراءته، في جو هادئ وخشوع تام يصل به إلى الأعماق من معاني الكلمات، ويستشعر بها كأن الخطاب موجهاً له، فيفهم دلالة الله في الآيات الكريمة، والرسائل الإلاهية منها، ويسعى إلى الاستجابة لأمره والامتثال له، والابتعاد عن نواهيه وتركها..
القرآن الكريم صالح لكل زمان، فعندما يخبر عن قصص الأمم السابقة، وما خفي من علومهم ومكنون أخبارهم، فيعرف مقاصد السور والآيات ليأخذ الموعظة ويعتبر القارئ منها، وضرب الأمثال في القرآن الكريم في مجالات متعددة، والحث على تأملها وتذكرها، ومن الأسباب المعينة على التدبر؛ معرفة الله وتعظيماً له ولكلامه، وامتلأ القلب خشية منه، والإصغاء له متأملاً خاشعاً.
التمهل والتأني عند القراءة، «ورتل القرآن ترتيلاً»، ولتدبر أفضال على صاحبها، ومنها، إثراء الحصيلة اللغوية من مفردات وتراكيب ومعاني، والإتيان بأكبر فائدة من عرض القصص بكلمات موجزة وعبر وعظة مستفيضه، فبلاغة القرآن معينه في الكلام والإصغاء والتعامل مع الغير.
القراءة بإحساس وإيمان عميق تعين على معرفة الطريق إلى الله سبحان وتعالى وهي تمام العبادة، فكلما زاد العبد معرفة بربه كانت عبادة أكمل، وهو طريق الهداية والإيمان فهو الصراط المستقيم.. ويبعث على الخشية والرجاء ثم الاطمئنان إلى ذكر الله، ويزيد من نور الحياة فهو الحق الذي لا يأتيه الباطل، وأن الله هو بيده كل شيء.
وأيضاً من فضل التدبر لا يوقف عند سماع الآيات؛ بل الاستجابة والعمل وفيها رفع لصاحبها في الدنيا والارتقاء به في الآخرة، وتحل البركة والرحمة في المكان.
هي سبب للنجاة والبعد عن الغفلة، وفي آياته شفاء من أمراض الدنيا ومن عللها، والإرشاد إلى الطريق الصواب وكيفية النهوض بعد السقوط، فهو منهاج المسلم الوافي والإرشاد في العلاقات اليومية، وبين المرء ونفسه وبين المرء وربه، وبين الإنسان والمجتمع المحيط به.