دلالات إجراء الانتخابات في موعدها.. بقلم: ميسون يوسف

دلالات إجراء الانتخابات في موعدها.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الأحد، ٢ مايو ٢٠٢١

يبدو أن البعض كان يتصور أن التهويل الأجنبي وخاصة ذاك الصخب الصادر عن دول الغرب التي شنت العدوان على سورية، قد يثني سورية عن احترام دستورها الذي اعتمدته في صيغته النافذة باستفتاء شعبي في عام 2012، أو أن تخشى سورية من هؤلاء وتراعيهم في إملاءاتهم وتهمل دستورها استجابة لقوى العدوان، لكن سورية كعادتها خيبت ظن المهولين وخيبت أيضاً ظن المراهنين عليهم وسارت في إجراءات الاستحقاق الدستوري بشكل طبيعي من دون أن تلجأ حتى إلى نظرية الظروف الاستثنائية في الحالات القاهرة التي يعمل بها في دول العالم عادة لتأجيل الانتخابات أو للتمديد للمسؤولين.
لقد راهن المهولون المعتدون على عدم التمكن من إجراء الانتخابات ما يؤدي إلى فراغ سدة الرئاسة في الجمهورية العربية السورية، ومبادرة الرئيس للتمديد لنفسه عبر آلية الظروف الاستثنائية والقوة القاهرة، ليبادروا إلى الطعن بشرعية الرئيس وشرعية حكومته ويبرروا المواقف العدوانية التي اتخذوها منها، لكن سورية واحتراماً لدستورها واحتراماً لإرادة شعبها وثقة منها بنفسها وبشعبها وجهت لهؤلاء المعتدين صفعة قاسية بالإصرار على الانتخابات والتأكيد أن سورية انتصرت على العدوان وأنه رغم بقاء بعض أجزاء من أرضها خارج سيطرة الدولة تحت احتلال أجنبي أميركي أو تركي وإرهابي انفصالي، فإن هذا لا يمنعها من التقيد بالدستور والعمل بأحكامه، حيث يمكن إيجاد البدائل الممكنة لتمكين هؤلاء من المساهمة في انتخاب رئيسهم وهذا أيضاً كان صفعة أخرى للمعتدين.
أما الصفعة الثالثة فقد كانت بمبادرة سورية إلى دعوة ممثلي 14 دولة صديقة لمواكبة الانتخابات ميدانياً والاطلاع على كيفية إجرائها وفقاً لقواعد النزاهة والشفافية التي آلت الدولة على نفسها أن تترجمها وتتقيد بها، في دعوة ذات دلالات ومضامين مهمة أولها ثقة الحكومة السورية بنفسها وبشفافية إجراء الانتخابات التي تنظمها، ثانياً ثقة سورية بشعبها الذي سيكون يوم الانتخابات بصدد القيام بحق وواجب فضلاً عن التأكيد على التزامه بدستوره النافذ، أما الثالث فهو رسالة ثقة بتلك الدول الصديقة التي لم تترك صداقة سورية في أيام الشدة ولم تتنكر لها، خاصة أن تلك الدول تؤيد سورية في تطبيق دستورها وإجراء الانتخابات باعتبارها شأناً سيادياً داخلياً لا يتعارض مطلقاً مع القرار 2254 المتعلق بالأزمة السورية، على حد ما وصفت الخارجية الروسية.
إن سورية بإجرائها الانتخابات الرئاسية في مثل الظروف القائمة تؤكد إصرارها على احترام دستورها ومواجهة العدوان وهي عازمة على الانتصار في السياسة كما انتصرت في الميدان.