نوافذ الأحلام.. بقلم: عائشة سلطان

نوافذ الأحلام.. بقلم: عائشة سلطان

تحليل وآراء

الأحد، ١٨ يوليو ٢٠٢١

قدم فرويد عدة محاضرات بين عامي 1915 و1917، طرح فيها تفسيراته لتأويل الأحلام، وافترض فيها أن الأحلام ليست عارضاً بدنياً، ولكنها ظاهرة نفسية. فالأحلام من وجهة نظره، هي نافذة على أرواحنا، ومرآة لخفايا واقعنا، أو هكذا تصور فرويد أن كل حُلم مرتبط بصاحبه، وأن على صاحب الحُلم نفسه أن يُؤوّل حلمه، لكن هل الأمر ممكن فعلاً؟
نحن لا نعرف ما هو الحلم بالضبط! ولا ماذا يعني، وما أهميته؟ وكيف يتكون في طبقات اللاوعي، ويظهر في طبقات النوم، لكننا نقلق حين لا نحلم، وإذا حلمنا نخاف من بعض أحلامنا، ونخاف على بعضها الآخر، وباستمرار الأيام والأحلام، نتأكد أنه ما أطال العمر حلماً، ولا قصر بالأعمار انعدام الحلم! لكن الحلم هو أكثر المفاهيم رومانسية، وأحد أكثر الكلمات استخداماً، وأحد أهم المفاهيم التباساً، وغالباً ما يوصف الشخص الرومانسي بالحالم، وتوصف مرحلة الشباب والمراهقة بمرحلة الأحلام.
يحدث لأكثرنا، أن نستيقظ من حلم، ونتمنى لو أننا لم نفعل، ونحاول معاودة النوم على أمل استكمال الحلم، لكن الأحلام للأسف شريط غير قابل للقص والنسخ واللصق، فما انقطع لا يمكن وصله، ويحدث أن نفيق من أحلام نتعوذ من الشيطان منها ومن مدلولاتها، كما يحدث أن تحمل أحلامنا رموزاً غريبة، ومدلولات تبقى محفورة في أذهاننا لزمن طويل، بعض الأحلام كالطائر، إذا فُسر وقع، وإذا وقع تمنينا لو لم ننم يومها، ولا كان ذاك الحلم، لكننا نعلم أن الحلم لا يرد القضاء، ولا يغير المكتوب!
أعتبر نفسي من الذين آمنوا بضرورة الأحلام بمعناها المباشر، وكذلك بمعناها الدلالي، باعتبارها مرادفاً للطموحات المشروعة، كتبت مراراً حول الأحلام وأهميتها، ومكانتها في الثقافات الأخرى، والأبحاث التي أجريت عليها، لذلك، أؤمن أن من لا يحلم أو لا يملك شغفاً جارفاً لتفكيكها، لا يستطيع أن يكتب رواية مثلاً، تماماً كمن لا يمتلك ذاكرة قوية، كنت، وما زلت، أعتبر الأحلام خزان الإبداع الأساسي، وقد أكون مخطئة.. لا أدري!