فكر بجودة حياتك.. بقلم: فاطمة المزروعي

فكر بجودة حياتك.. بقلم: فاطمة المزروعي

تحليل وآراء

الخميس، ٢٢ يوليو ٢٠٢١

تحدث علماء النفس والتربية مطولاً عن عادات سلبية قد تساهم في تحطيم الإنسان، وتجذب إليه الكثير من الهموم، وهو في غنى تام عنها، ولعل من بين تلك العادات السلبية، التي قد تدمر شخصية الإنسان وتجعله أكثر بؤساً هي الاهتمام بآراء الآخرين.
الالتفات لأقوال ونظرة الناس لك من شأنها أن تثبط من عزيمتك، ولا تشجعك على الإقدام في هذه الحياة بكل عفوية وإبداع. تلك الآراء التي تتلقاها وكأنها صفعات قد تحرمك من تميزك وتجعلك تحتقر مواهبك وتتخلى عن طموحاتك. ولن تستطيع التخلص من هذه العادة السامة إلا من خلال كتم أصوات هؤلاء السلبيين والإنصات لصوتك الداخلي، هذا الصوت وحده هو الذي سيجعلك تقرر بحيادية ونزاهة كيف تعيش حياتك، وتبحث عن الفرص التي تلائمك، وكيف تستمتع بوقتك.
وهذا لا يعني عدم الاستشارة وطلب النصيحة من أهل الخبرة والاختصاص، من أهل العلم والمعرفة. أيضاً نجد من العادات السلبية التي يقع فيها البعض وتحرمهم من مغامرات الحياة الجميلة ومن الشغف، الخوف من التغيرات، وعلى رغم أن تقلبات الحياة تحصل أحياناً بشكل عرضي وطارئ، إلا أن هذا لا يعني أن نعيش في حالة خوف منها، فهذه التقلبات عبارة عن تغييرات يجب أن ننسجم معها ونتوقعها، فالتغير سمة طبيعية في الحياة.
ومن شأن تقبل التغيير أن يقوي من قدرتنا على حل المشاكل، ويحسن أساليب تفكيرنا، بل وربما يفتح لنا أبواباً لفرص لم نتوقع أن تتاح لنا، ولكن الرفض للتغير والابتعاد عنه والتعلق بالروتين وما اعتدناه واحترفناه لن يحقق هذه المكاسب أبداً. لا يولد الإنسان مثالياً، ولكنه يمتلك القدرة على مراقبة نفسه وتهذيب سلوكياته، وهذا ما يجب علينا البدء به عندما نفكر بتطوير جودة حياتنا وتحسينها.