التدخين وبريق الأنوثة.. بقلم: الأخصائية التربوية خلود خضور

التدخين وبريق الأنوثة.. بقلم: الأخصائية التربوية خلود خضور

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٦ يوليو ٢٠٢١

بعيداً عن الهزلية التي تتخللها العبارة التالية: كن قوياً كسيجارة دخنها رجل عجوز على قبر طبيب أخبره يوماً بأن التدخين سيقتله.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية تحتفل منذ عام 1987 باليوم العالمي للإقلاع عن التدخين وبين العلن والخفاء انتشرت عادة التدخين بين الفتيات، فإذا كنا نتفهم أن المراهق يريد أن يشعر بأنه قد أصبح رجلاً فما الذي تريد أن تشعر به الفتاة؟ هل بدأن يقبلن على التدخين كمظهر من مظاهر الحرية والتقليد ومسايرة الموضة؟ على ما يبدو أن معظم الدراسات والبحوث قد أجمعت بأن دوافع الفتيات نحو بدء التدخين تكمن أسبابه في الاتجاه المؤيد للتدخين لكونه يشكل محدداً هاماً ودافعاً قوياً لبدء سلوك (عادة) التدخين، وما تربطه وسائل الإعلام بالتدخين من متعة وإثارة وقوة فيبرز التدخين هنا كعلامة للنضج والاستقلال والمغامرة والحيوية من خلال رسم صورة إيجابية للمدخنة، ولجوء الفتاة لتقليد أمها ووالدها على اعتبارهم قدوة ومثال يحتذى به من هنا تأتي خطورة التدخين أمام الأبناء، عدا عن التأثير المباشر للارتباط بصديقات مدخنات هو أكبر دليل على انسياق الفتاة وراء التدخين والأركيلة لأنه قد يبدو للوهلة الأولى أنه من المستحيل أن تجرب الفتاة تدخين سيكارة أولى أو أركيلة في وجود والديها ولكن غالباً يتم تجربتها مع الصديقات، ومن الأسباب الشائعة أيضاً لتدخين الفتيات الاقتداء بالأثرياء في الأماكن العامة، يرافقه الفضول وحب الاستطلاع والرغبة في تجربة كل ما هو ممنوع وغير مألوف.
وبين ما ذكر ومحاولات لفت الانتباه وتحدي العادات والتقاليد وتحسين مفهوم الذات وإثبات الشخصية وانخفاض المهارات التوكيدية وتعويض الشعور بالنقص ينحل خيط وقيد من قيود المدنية الحديثة لتصبح الفتاة المعاصرة محكومة له تدفع المال مقابله على الرغم من أنه (أي التدخين) يأخذ من صحتها وجمالها ونضارة وجهها وحيوته، عدا عن تأثيره على رطوبة الجلد والمظهر الجمالي للأسنان، واتساخ اللسان بالجراثيم، وإعاقة التروية الدموية للعينين وجفاف الأجفان وغيرها من منعكسات خطيرة على صحتك.
لذا عزيزتي الفتاة لا تنخدعي اليوم بالحيل والدعايات والإعلانات التي يطلقها من يطلقها ومنهم شركات التبغ بأن التدخين يسبب الرشاقة معللة بأن من يقلع عن التدخين يزداد وزنه، ولا تستغربي أيضاً بأنهم يقدمون السم في العسل فسمّ التبغ يحتوي أكثر من سبعة آلاف مادة ضارة ومنها 40 مادة تسبب السرطان حتى ينقص وزنك 2كغ كما يزعمون.
التدخين يعجل بشيخوختك فتبدين بعمر الأربعين بمظهر مماثل لقرينتك بعمر الستين، احمي عائلتك وأصدقاءك من التدخين السلبي وكوني قدوة جيدة لأبنائك وتجنبي التجاعيد المبكرة ووفري مالك بإقلاعك عن التدخين والأركيلة.