قيصر جديد يسقط على أبواب دمشق..بقلم: صالح الراشد

قيصر جديد يسقط على أبواب دمشق..بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الجمعة، ٨ أكتوبر ٢٠٢١

يتساقط القياصرة منذ الأزل على أبواب دمشق العاصمة الأقدم في التاريخ، يتساقطون ولا ينهضون ففي دمشق يسقط الغازي والخائن والعميل كون دمشق قلب العروبة النابض بالقومية، وكونها بوابة الفتح والتحرير والوحدة والأخوة، هنا سقط هرقل باليرموك ولحق به المغول والأتراك والفرنسيين، فالشعب السوري يرفض الاستعمار والعبودية كونه ولد حراً لذا تحولت دمشق مقبرة للغزاة وطريق النصر لمعركة مجدون القادمة بين الحق والباطل.
لذا لم يكن مفاجئًا سقوط قيصر القرن العشرين ذاك الخائن لبلده وشعبه، والذي استعدى العالم أجمع على سوريا وشعبها وجيشها، لتُنتج ولايات الظلم الأمريكية الساعية لاستعباد الشعوب ونهب ثرواتها، أنتجت قانون القهر والحصار والحظر المُسمى بقانون قيصر نسبة للضابط السوري المنشق، لتطال آثاره جميع المفاصل الحيوية في سوريا من الاقتصاد للخدمات والبنية التحتية والأمن والخدمات، كما تم فرض عقوبات على كل من يتعامل مع النظام السوري، وظن البلهاء أن الغاية اسقاط النظام كما ادعت وكذبت واشنطن عاصمة العار في العالم ، كون الهدف كان أكبر من توقعات المحللين والمتابعين بل فاق حلم الكارهين لسوريا وتجاوز رغبات قيصر ذاته، فالقانون سعى لاسقاط سوريا وشعبها والتعليم والصحة ومستوى المعيشة فيها ، لاعادتها قروناً عديدة للوراء حتى تضيع هيبة التاريخ وحلم المستقبل لمدينة الروح العالمية دمشق.
سقط قيصر على أبواب دمشق بالأيادي العربية، ففتحت عواصم الحرية في الأمة الخالدة أحضانها من جديد لسوريا رافضين الإنصياع للقرار الأمريكي الذي ألحق الضرر بشتى الدول، وكان المستفيد الأول من الإنصياع لتنفيذ قانون قيصر هو الكيان الصهيوني الغاصب لارض فلسطين، الساعي للتفرد بالدول العربية الواحدة تلو الأخرى بعد تدمير العلاقات العربية العربية، وهنا تنبهت عواصم الشرق للعبث الصهيوأمريكي وقررت أن تُغلق الباب في وجه قرار واشنطن التي هُزمت في أفغانستان شر هزيمة وخرجت تجر أذيال الخيبة، وهنا أدرك العرب أن الفزاعة الأمريكية لا تستطيع الانتصار على قرار موحد، ليصبح الاتجاه صوب دمشق هو الحالة الأبرز، وكانت البداية من الأردن بلد الوفاق والإتفاق والجار الوفي لسوريا والرافض لإلحاق الضرر بوطن وشعب عزيزين على كل أردني.
سقوط قيصر الجديد هز العواصم الغربية الباحثة في تاريخها ومذاهبها عن تدمير دمشق لإعلاء الكيان الصهيوني، ومارست ضغوطاً سياسية على عديد الدول العربية ونجحت بتحقيق غايتها مع عواصم الانبطاح العربي وفشلت في السيطرة على قرارات عواصم العز والكرامة، ليكون سقوط القيصر “قانون قيصر” انتصاراً للإنسانية التي يطبقها الغرب في بلاده ويرفض أن تنتهجها دول العالم الأخرى، لكن دمشق بتاريخها الضارب في قلوب الأمة وعقولها انتصرت، وانتصرت إنسانية العرب وبالذات الأردن الذي فتح أحضانه للأشقاء السوريين وأسكنهم في القلب قبل الأرض، لنرسخ عند العالم أجمع صورتنا ورسالتنا بأننا أنصار العرب في كل مكان ومحفل .