أي «كمال»؟.. بقلم: مارلين سلوم

أي «كمال»؟.. بقلم: مارلين سلوم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٣ نوفمبر ٢٠٢١

«الكمال»، كيفما التفت تجد من يغريك بمنتج له «مفعول السحر»، يضمن لك الحلول لكل مشاكلك وبفضله تحصل على «الكمال» سواء في الجسم أو الوزن أو الجمال… تلك المعايير النموذجية في الشكل من وضعها؟ وما الهدف منها غير التجارة واللعب بعقول الناس بهدف التسويق والبيع وكسب الأموال؟ كل المنتجات «صحية» و«من مواد عضوية» وطبيعية.. هكذا يقولون، وهكذا يكثر الإقبال على الشراء خصوصاً أونلاين لأي شيء يجمّل الإنسان فيرضى عن شكله و«يُعجب الآخرين». 
نعلم جيداً أن مواصفات ومعايير الجمال صارت مختلة، فللأزياء معايير القد النحيل جداً إلى حدود المرض، ولحسناوات السوشيال ميديا ميزان آخر وتضاريس يجب أن تكون بارزة ومكتنزة، حتى الابتسامة أصبحت بمواصفات هوليوودية والأسنان مرصوصة بالمسطرة. و«الكمال» هذا لم يعد هوساً أنثوياً بل ينافس فيه الذكور بعضهم بعضاً بقوة، ويلهث الشباب خلف كمال الأجسام بمكملات غذائية ومنشطات وكل ما يمدهم بالطاقة والعضلات من جهة والتخسيس من جهة أخرى. 
قبل وجود كورونا كانت عمليات التجميل في عز مجدها، ثم تراجعت دون أن يتراجع معها الإقبال الشديد على شراء الأدوية والمكملات الغذائية المتوفرة في كل مكان، بل ربما زاد الإقبال عليها مع اعتماد الناس أكثر على الاستشارات «الطبية» أو بالأحرى التجميلية والرياضية على صفحات السوشيال ميديا، ومن أي كان دون الحرص على أن يكون من أهل الاختصاص وأهل العلم. 
المشكلة والخطورة في استخدام الناس لأي منتج بلا استشارة طبية وصحية، وهو ما يسهم أكثر في ترويج البعض لأدوية فاسدة أو مغشوشة وبيعها بعيداً عن عيون الرقابة. إذا كانت دائرة الصحة في أبوظبي، قد رصدت 88 منتجاً دوائياً ومكملاً غذائياً مغشوشاً، منذ بداية العام الجاري، فكيف يكون الحال في البلاد التي لا رقابة صحية فيها؟ 
نعيش في عالم استهلاكي بامتياز، فقد نشرت دائرة الصحة قائمة بالمنتجات المغشوشة بهدف التوعية، والمذهل أنها ضمت 2265 منتجاً منها ما يعتبر مكملاً لكمال الأجسام ومنها للتجميل وأخرى للتخسيس ومقويات ومنشطات. 
الخطورة في هذه المنتجات ليس فقط سوء استخدامها دون أي استشارة طبية، وهي لا تناسب كل الأعمار ولا كل الأجسام ولا مرضى الضغط والسكر والقلب.. إنما الخطورة الأكبر في أنها غير مصنعة ومعبأة وفق الاشتراطات الصحية المناسبة.
الكثير من الناس يبحثون عن «الأوفر» عند شراء أي منتج، وهو ما يراهن عليه هؤلاء التجار فيُغرون الزبائن بالعروض المتواصلة والتي تطاردهم كل لحظة وعلى كل صفحات التواصل الاجتماعي وكلما نظروا إلى هواتفهم.