"الفيفا" ينتصر للصهيوأمريكية ويكيل بميزان أعوج.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١ مارس ٢٠٢٢

نستغرب تدخلات الإتحاد الدولي لكرة القدم في بعض المواقف التاريخية وبالذات العسكرية، حين ينصب نفسه مفتشاً وحاكماً وجلاداً على الدول التي لا تملك القوة الحقيقية في أروقة "الفيفا"، لنجده ينتصر دوماً لصالح فئة معينة تملك أصابع متنفذه في مركز القرار أو يحتاجها الاتحاد الدولي لتتستر على عيوبة وفي مقدمتها الفساد المنتشر في شتى مواقع "الفيفا"، فأصحاب القرار وفي مقدمتهم أنفانتينو، صمتوا عن تجاوزات الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين بقتل اللاعبين وتدمير المنشآت الرياضية وإعاقة تحركات الفرق الرياضية في شتى مناطق فلسطين المحتلة، كما منع العديد من لاعبي المنتخبات والأندية القادمة من خارج فلسطين من الدخول ومشاركة فرقهم في المباريات.
وكشف إنفانتينو عن وجهه الحقيقي ومارس دوره بقذارة حين شارك في إحتفال في الكيان الصهيوني، يقوم على دعم الإستطيان غير المعترف به دولياً في الأراضي المحتلة بإفتتاح "معرض التسامح"، ليرفض الفلسطينيون استقباله بعد ذلك، كما لم نجد موقف مُشرف وعادل "للفيفا" في التعامل مع الغزو الأمريكي للعراق، ولم يصدر قرار بمعاقبة المنتخبات والأندية الأمريكية، وينسحب الأمرعلى فرنسا وبريطانيا اللتين قامتا بغزو ليبيا ودمرتا البنية التحتية بالكامل وقصفتا الملاعب الرياضية، وأيضا لم نسمع أن "الفيفا" قد اتخذ قرار ضد الدولتين، ولم يتوقف الأمر عند ذلك فبعد الهجمات الأمريكية المتتالية على سوريا وتوقف الرياضة السورية لم يتم معاقبة الولايات المتحدة، وفي هذه الهجمات تم معاقبة العراق وسوريا وليبيا بمنعهم من اللعب على أرضهم، واليوم يصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم قراراً يمنع بموجبه المنتخبات والأندية الروسية من اللعب على ملاعبها ولا يحق لها أن ترفع علم بلادها، فهل هذا مكيال واحد أم عدة مكاييل يعتمدها إنفانتيو وعصابته من مافيا كرة القدم.؟
لقد سقط الإتحاد الدولي بقراراه بحق روسيا ليس لأنه خاطيء، بل لأنه لم يتم فرضه على الدول المجرمة الأخرى، والتي دمرت بلاد مستقلة وذات عضوية في الأمم المتحدة، وهذا مؤشر خطير يعني أن "الفيفا" يتبع الدولة الصهيوأمريكية العميقة التي تحكم وتتحكم في قرارات الفيفا، مما ينزع غطاء المصداقية عن إتحاد دولي يتم إدارته بطريقة عصابات المافيا وبطريقة الحكم الميداني، دون إعتماد نظام موحد لمحاسبة الدول التي تعمل على وقف البطولات في الدول الأخرى بفعل الحروب وتقوم بتدمير منشأتها الرياضية، وهو أمر لم يحصل في أوكرانيا حيث المُنشات سليمة لكن يصر إنفانتينو أن ينتصر دوما لليهود أينما تواجدوا، ليثبت للجميع أنه مجرد رجل آلي ينفذ ما يُطلب منه دون أن يكون له رأي.
لقد واصل إنفانتينو مسيرة "الفيفا" المتخبطة في إتخاذ القرارات المتسرعة وعدم مواجة الفساد المالي والإداري، مما يعني ان بيت الكرة العالمية لا زال بحاجة إلى إصلاحات عديدة تجعل منه بيتاً قوياً وليس واهن كبيت العنكبوت، فالعقوبات الرياضية لا يجب أن تتبع قرارات مجلس الأمن القائم على قهر الشعوب وقتلها وتدمير المنشآت فيها، بل يجب أن تكون قرارات قوية تُحاسب الدول القوية والضعيفة لعل "الفيفا" تكون متنفس الشعوب ومركز العدل فيها، لكن مع إنفانتينو المحكوم من الدول الغربية نجد أن "الفيفا" ذراع جديد لقهر الشعوب وليس الحكومات.