شهر غير عادي في الرياضة السورية ..بقلم: نبيل شاهرلي

شهر غير عادي في الرياضة السورية ..بقلم: نبيل شاهرلي

تحليل وآراء

الخميس، ٣ مارس ٢٠٢٢

في الوقت الذي نستعد فيه لاستقبال شهر الخير والبركة سنتذكر أن شهر آذار الذي نعيش أيامه الآن سوف لن يكون شهراً عادياً مقارنة مع الأحداث والتطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الرياضية السورية والمشاكل والخلافات التي بدأت تطفو على السطح ولاسيما تلك المتعلقة باتحاد الكرة واللجنة المؤقتة أو تلك التي تحدث بين أبناء الرياضة عندما يشهر أحدهم سيف عضلاته اللفظية ويعلن على الملأ محاربته لزميله لمجرد اختلاف هامشي أو تولي أحدهما منصباً دون الآخر وبالتالي المزيد من التقارير وطق البراغي وإحداث خلل أو زعزعة في مسيرة استقرار هذا النادي أو الاتحاد أو اللعبة محلياً وعربياً. 
لقد بحثت طويلاً عن اسم أطلقه على رياضتنا وكان الاسم الذي يقفز دائماً وبإصرار هو (( المراوحة في المكان )) وحتى هذا الاسم لايعبر عن الواقع .. لانقول دائماً لأننا مصابون بتشاؤم أزلي ولانحن من هواة جلد الذات.. لا.. لكن ماذا نقول ونحن نرى تخبطاً في مسيرتنا الرياضية ودون وجود خطة عملية تحقق التقدم لها في زمن العولمة والاحتراف .. وهل أصبحت المصالح الشخصية والعلاقات النفعية هي التي تسيطر على أجوائنا الرياضية.. لماذا فترت العلاقة مابين اللاعبين وقادة ألعابهم .. أين أصبح نجومنا وأبطالنا الذين كنا نفاخر بهم أقوى أبطال العرب والعالم. 
أين ترجمة قرارات مؤتمرات الاتحاد الرياضي العام السابقة.. لماذا لم نسمع بأي تحرك جدي لتنفيذ إحدى توصياتها .. أين المجلس المركزي المغيب .. أين اللجان التي شكلت لتتابع تنفيذ توصيات المؤتمر العام الأخير أم أنها بقيت حبراً على ورق .. ثم ماسر هذه الخلافات والمهاترات الخفية والمعلنة في أوساطنا الرياضية والأمثلة كثيرة في هذا الإطار.. لماذا الرياضة وحدها يلجأ إليها ضعاف النفوس لاستغلالها حتى آخر لحظة.. لماذا تفرض علينا أسماء مشهود لها (( بوساخة )) الكف لتستلم مهام وأعمال في بعض مواقعنا الرياضية... ماالذي تغير حتى أصبحنا نفقد الكثير من خبراتنا الرياضية ونراها تتواجد بفعالية في دول عربية مجاورة.. لماذا كثرت الشائعات حول مستقبل منظمة الاتحاد الرياضي العام مابين هيئة أو وزارة أو انضمام لإحدى الوزارات . 
وبعد كل هذه التساؤلات وغيرها الكثير ألا يحق لنا التساؤل إلى أين تسير الرياضة السورية وما الذي ينتظرها خلال الأيام القادمة.. إن مانعانيه سببه نحن وبعض المشكلة فينا وحلها بأيدينا ومن هنا ذكرت بأن هذا الشهر لن يكون عادياً في مسيرة رياضتنا وربما شهدت الأيام القليلة القادمة قرارات ثورية تعيد الروح والإشراقة للرياضة السورية التي أصابها الكثير من حالات الترهل والضياع وأولها إعادة الهيبة لهذه المؤسسة بعيداً عن الشائعات حول مستقبلها. 
آن الآوان لنبحث عن حلول جذرية تعيد لرياضتنا وجهها المضيء ولن يتأتى ذلك إلا بالمصارحة والمكاشفة والتعاون وإبداء الآراء التي تحترم مصلحة الرياضة ولاعبيها والذين أشعر في كثير من الأحيان أنهم يجنون حصاداً مراً لما يدور في أروقة وكواليس رياضتنا من محاولات العبث والتشويه والبحث عن مصالح شخصية.