أرتال من الوعود والأحلام.. بقلم: مارلين سلوم

أرتال من الوعود والأحلام.. بقلم: مارلين سلوم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٨ مارس ٢٠٢٢

مر أكثر من قرن و«اليوم العالمي للمرأة» ما زال يجدد الوعد ويبحث عن عناوين وشعارات يرفعها كي يذكر العالم بقضايا المرأة التي يجب أن تحل، وهذه ال «يجب» لا تجد لها منفذاً لتنتقل من الورق والوعد إلى الواقع والحقيقة. 
غريب أن يكون نضال المرأة منذ العام ١٩٠٨ والذي انطلق من شوارع نيويورك من أجل الحصول على حقوقها، ومن ثم خوضها رحلة المناداة بالمساواة بينها وبين الرجل، خصوصاً في فرص العمل والتعليم والأجور، ولم يتحقق الحلم بعد رغم كل ما مر به العالم من تقلبات وتطورات وتغيرات سياسية واقتصادية وعلمية وتكنولوجية.. غريب أن يحتفل العالم بيوم المرأة في العام ٢٠٢٢ حاملاً شعار «كسر التحيز» لنبذ التمييز. 
العالم يناضل من أجل مكافحة الفقر والجوع، واللافت أن التمييز بين الذكور والإناث حول العالم -والأمر ليس خاصاً بفكر شرقي أو غربي- مرهون بالفقر ومربوط به ربطاً وثيقاً لم يحله على مر كل تلك السنوات لا انفتاح ولا «عالم واحد» ولا حتى إثبات المرأة قدرتها على خوض كافة المجالات وبنجاح لا يقل أبداً عن نجاح الرجل. والفقر يعني فوراً وبحسب الدراسات والإحصاءات أن يكون التعليم من نصيب الذكور على حساب الإناث (من باب التوفير والأولوية)، وما دامت هناك حروب وهناك تهجير ونزوح ودول تعاني من فقر شديد أو متوسط لا فرق، ستبقى الفتاة أقل تعليماً وأقل حظاً، ولن تتحقق معادلة المساواة إلا في دول قليلة جداً تسعى من نفسها إلى كسر هذا الطوق ومنح المرأة الفرص في كافة المجالات مثلما تفعل الإمارات. 
كيف لا نبكي على حال العالم حين نقرأ ونحن في زمن التباهي بالتطور، بأن نتائج التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة العام الماضي، تفيد بأن نحو ٩٠٪ من الرجال والنساء في إحصاء شمل ٨٠٪ من سكان العالم، لديهم «نوع من التحيز ضد الإناث»، وخصوصاً في مجالي السياسة والتعليم، ٥٠ في المئة من الرجال الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن «لهم الحق في العمل أكثر من النساء، ويشعر نصف الرجال والنساء في العالم أن الرجال هم قادة سياسيون أفضل، بينما يعتقد مَنْ يقاربون الثلث أنه من المقبول أن يعنف الرجال زوجاتهم»، وفق ما ورد في تقرير الأمم المتحدة.
وبعد، هل ننتظر الثامن من مارس/ آذار من كل عام كي نقول للمرأة: اصرخي فالعالم اليوم فقط يسمعك ويمنحك فرصة الكلام، وغداً سيطوي الصفحة ويتركك تنامين على أرتال من الوعود والأحلام؟! 
لا تقل إن العالم يتقدم، بل قل هي دول تعرف كيف تتقدم حاملة معها شعوبها نحو الأفضل، بينما الأغلبية توهم المرأة بالمساواة عبر قشور المظهر وبدعة التحرر في أمور الأخلاق و«الفرفشة» لا أكثر.