معضلة الكارثة الكهربائية..!!.. بقلم: وائل علي

معضلة الكارثة الكهربائية..!!.. بقلم: وائل علي

تحليل وآراء

السبت، ٢٦ مارس ٢٠٢٢

يستمر تدهور أداء المنظومة الكهربائية بالتراجع بوتيرة متسارعة لا تدعو للتفاؤل والاطمئنان أبداً، غير مفرقة بين القرّ والحرّ والليل والنهار!.
ومدعاة قلقنا أن إنتاجنا الطاقوي الكهربائي هبط دفعة واحدة من الـ2400 ميغاوات إلى 1400 ميغاوات، وهي في كلتا الحالتين كمية لا تعادل ثمن احتياجاتنا التي لا تقلّ عن ثمانية آلاف ميغا، ما قلّل ساعات الوصل إلى نصف ساعة في أحسن الأحوال مقابل خمس ساعات ونصف قطع، يضاف لها انقطاعات الأحمال الزائدة والأعطال الطارئة الناجمة عن مشكلات فنية وتقنية مختلفة أو بسبب العواصف وأحوال المناخ والطقس.
وهذا بطبيعة الحال شكّل شللاً حياتياً وإنتاجياً طال كل شيء حتى النفوس والمزاج الشعبي العام، وأعادنا بلا مبالغة إلى العصر الحجري ونحن في مطلع الألفية الثالثة!!.
وأمام الأداء الرسمي الذي يكتفي بتلمّس الأعذار وشرح الأسباب بعيداً عن –ولو محاولة– البحث عن الحلول الواقعية التي تستبعد طوباوية الطاقات البديلة الشمسية منها والريحية التي رمتها الدول والشركات الكبرى لقلة جدواها الاقتصادية وتكاليف التشغيل الباهظة وتأثرها بالأحوال الجوية السائدة حتى حلول الأمبيرات “غير المقوننة” يتقاضى تجارها مابين 50-60 ألف ليرة شهرياً للأمبير الواحد، عدا تكاليف الكابلات ومخاطر سرقتها، إضافة لصعوبات تأمين المازوت والزيوت وخلافه، تبدو غير اقتصادية ولا يقوى عليها إلا المقتدرون الكبار.. المهم الآن أننا كبلد وشعب نعيش اليوم مأزقاً كهربائياً كبيراً وخطيراً يتأزم ويتفاقم ويكبر يوماً بعد يوم ككرة الثلج، ولا بد من حلول بلا تسويف ولا تأجيل وانتظار الفرج الذي لن يأتي بهذه السرعة.. صحيح أننا نعاني حصاراً “قيصرياً” لا هوادة فيه ولا رحمة ولا إنسانية ولا عدالة، لكن الصحيح أيضاً أن البحث عن أقرب الحلول وأسرعها أمر غاية في الأهمية بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء من خلال صيغ وتفاهمات ووساطات -إن لزم الأمر- تنقذنا وتنتشلنا من الغرق أكثر وأكثر في مستنقع فقداننا لعصب الحياة “الكهرباء”.
البعث