إشارات.. بقلم: مصطفى الآغا

إشارات.. بقلم: مصطفى الآغا

تحليل وآراء

الاثنين، ٣٠ مايو ٢٠٢٢

قبل النهائي المنتظر بين ريال مدريد صاحب الـ13 لقباً في دوري أبطال أوروبا وليفربول صاحب الألقاب الستة سألني الكثيرون عن توقعاتي لهوية البطل، وقلت من دون تردد: إنه الريال رغم أنني أتمنى أن يتوج محمد صلاح باللقب، وطبعاً سئلت على أي أساس بنيت هذا التوقع، وكانت إجابتي كلمة واحدة (إشارات).
نعم، فمنذ مواجهة باريس سان جيرمان، التي خسر ذهابها بهدف مبابي ثم مباراة العودة، التي سجل فيها مبابي أولاً كان على مدريد أن يسجل ثلاثة أهداف في 29 دقيقة، ليتأهل وهو ما فعله عبر البلدوزر كريم بنزيمة، ثم جاء الدور على تشيلسي حامل اللقب السابق، الذي تقدم بثلاثية نظيفة كانت كافية لإخراج الريال من البطولة بعد ثلاثية بنزيمة في الذهاب مقابل هدف، ولكن هدف رودريجو المتأخر أوصل مباراة العودة للتمديد، الذي شهد هدف التأهل بتوقيع بنزيمة.
ولا أستطيع أن أقول إنه الحظ، بل هي الخبرة والمثابرة والروح القتالية، التي شاهدناها في أم مباريات الموسم، وهي مباراة العودة أمام مانشستر سيتي، الذي كان يجب أن يستغل كل شيء على أرضه، ويفوز بالخمسة، ولكنه فاز 4/3، وفي مباراة العودة بقي متقدماً حتى الدقيقة الأخيرة لدرجة أن الكثيرين من مشجعي الريال غادروا الملعب، ففريقهم بحاجة لهدفين في دقيقتين، وهو ما حدث في سيناريو لو وضعناه في فيلم «هندي» لقالوا أنت تبالغ فيه، وقتها احتاج الفريقان لوقت إضافي حسمه أيضاً بنزيمة من علامة الجزاء.
ومن تابع نهائي السبت سيجد إن ليفربول سيطر على المباراة، وسنحت له أكثر من خمس فرص مرعبة للتسجيل، ولكن الحارس البلجيكي كورتوا، الذي استثمر فيه الريال 40 مليون يورو عام 2018 أثبت بعد 1023 يوماً أنه السبب الأول وربما الأخير في تتويج الريال باللقب 14 في دوري الأبطال، لينضم تسعة لاعبين حاليين للدون كريستيانو بالتتويج خمس مرات بلقب أوروبا، وليدخل المدرب أنشيلوتي التاريخ بتتويجه مع الريال مرتين، ومع ميلان أربع مرات، اثنتان كمدرب، ومرتين كلاعب، وهو المدرب الوحيد الذي توج بألقاب الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا. نعم، مدريد يفعل ما يريد والإشارات كلها كانت تشير إلى تتويجه على حساب دموع صلاح وزملائه.