مؤسسة الزواج بين النجاح والفشل.. بقلم: فاطمة المزروعي

مؤسسة الزواج بين النجاح والفشل.. بقلم: فاطمة المزروعي

تحليل وآراء

الاثنين، ٤ يوليو ٢٠٢٢

البعض من الفتيات يغامرن من دون مبرر أو سبب، ويقررن الارتباط والزواج بأول من يطرق الباب، هذا الاندفاع بديهي في المجتمعات، التي ترى أن المرأة لم تخلق إلا من أجل التزاوج، ولا مستقبل لديها سوى في ظل الزوج، لكنه لم يعد مستساغاً أمام حجم أرقام إحصاءات واقع الطلاق، كما لم يعد مقبولاً أمام جميع القصص التي نسمعها يومياً، لأن فيها مؤشراً قوياً على وجود خلل في آلية الزواج وبناء الأسرة.
وأقول لكل فتاة: ليس الزواج منتهى الطموحات وأكبر الإنجازات، فهو مرحلة حياتية، قد تأتي في أي وقت، والمهم ألا تأتي وتحول حياتك لجحيم.
الإمبراطورة فيكتوريا، ملكة المملكة المتحدة، بريطانيا العظمى وأيرلندا، وأضُيف إليها لقب إمبراطورة الهند، والتي حكمت منذ عام 1837م وحتى وفاتها، في عام 1876م تقول: «إن الزواج ليس تسلية، ولكنه فعل فردي، وهو فعل حزين بشكل عام»، وأنا أقول: الزواج مكمل لطموحاتك، ودافع لتحقيق منجزاتك وتطلعاتك، وليس العكس.
يجب أن يدرك كل من الزوج والزوجة وهما يؤسسان لهذه الأسرة أن المسؤولية التي تقع عليهما هي في الحاضر، وأيضاً في الغد، ولا فكاك عن هذه المسؤولية، بمعنى أن الدخول في الحياة الزوجية وقرار الإنجاب، وتكوين أسرة قرار مستمر، ويعني في المقام الأول الديمومة، ولا يمكن التخلي عنه تحت أي ضغط، لكن الملاحظ، والذي نشاهده ونسمعه أنه يحدث حالة تشبه الهروب من هذه المسؤولية، ويترك الأبناء لمواجهة مصيرهم، أو لا يبقى من طرفي هذه العلاقة إلا واحد منهما، وبالتأكيد أن العبء سيكون ثقيلاً عليه ومعه فإن جوانب هامة مثل التربية والتوجيه للأطفال لن تتم وفق الوجه الأكمل والأمثل.
يمكن أن يكون قرار الارتباط سهلاً، ويتم اتخاذه سريعاً، ولكن يجب التفكير ملياً، بما سينتج عن هذا الزواج، وهل هناك قدرة نفسية ومادية على قيام الزوجين بواجبهما على الوجه الأمثل، عندما تكون أباً أو تكونين أماً، تذكرا أن هذا الطفل أو الأطفال، في أمس الحاجة للهدوء والتربية والتعليم والإشراف على نموهم ورعايتهم، وهي مهمة ليست محصورة بشهر أو عام، بل هي بمثابة مهمة لأعوام طويلة من عمركما، فإن لم تكونا قادرين على الوفاء بهذا الالتزام فلا تبدآ به.